الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤتمر يالطا

مؤتمر يالطا

شاهدت أمس فيلما وثائقيا بعنوان «من الحرب العالمية إلى الحرب الباردة ١٩٤٥-١٩٥٣». From world war to cold warوالذى تناول فى الجزء الأول منه مؤتمر يالطا والذى عقد بحضور جوزيف ستالين رئيس الاتحاد السوفيتى وفرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة فى الفترة من ٤ الى ١١ فبراير عام ١٩٤٥ أى قبل سقوط برلين وانتهاء الحرب العالمية الثانية رسميا بتحدى عشرة أسابيع.



يستعرض الفيلم ما دار فى هذه الاجتماعات من بحث لعدد من الملفات منها تقسيم ألمانيا بعد انتهاء الحرب والنظام السياسى فى بولندا وإطلاق منظمة الأمم المتحدة ومعاونة الاتحاد السوفيتى للولايات المتحدة الأمريكية فى حربها ضد اليابان وتحديد مصير قادة النازية والتعويضات التى يتعين على ألمانيا الوفاء بها جراء ما قامت به وكذا أيضا إقرار اعلان تحرير أوروبا.

الغريب أن الفيلم يوضح مدى قوة ودهاء الزعيم السوفيتى مقارنة بشريكيه فى تلك المفاوضات وكيف أنه قد حصل من خلال تلك المفاوضات على أكبر مكتسبات مقارنة بالآخرين.

هذا الفيلم أعاد الى الأذهان ما قامت به آلة الدعاية الأمريكية فيما بعد إبان مرحلة الحرب الباردة -الجزء الثانى من الوثائقي- من إظهار وترسيخ لمبادئ القوة والتقدم ورفاهية المجتمع فى النموذج الأمريكى مقارنة بالنموذج السوفيتى وهو ما ساهمت فيه هوليوود بصورة كبيرة أيضا فجميعنا يتذكر أفلام تلك المرحلة وهى ما جعلت أى تفوق سوفييتى فى أى من المجالات لا يقابل بالقدر الكافى من التقدير والاهتمام حتى ولو كان التفوق والسبق فى غزو الفضاء وغيره الكثير من المجالات.

وبغض النظر عن تفكك الاتحاد السوفيتى فى بداية العقد الأخير من القرن العشرين وما صاحبه من دعاية تكميلية عن الانهيار الاقتصادى المصاحب ونشر قصص عن تأثيرات ذلك على المواطنين وانتشارهم فى جميع البلدان باحثين عن أى فرصة عمل وهو ما لم يكن حقيقيا تماما مثلما أوحت به تلك الآلة إلاعلامية لعامة سكان الكرة الأرضية من غير المتخصصين وهو الانطباع الذى استمر طويلا ولم تتم إعادة النظر فيه إلا مؤخرا.

إعادة النظر تلك دفعت البعض إلى مقارنة الرئيس الحالى فلاديمير بوتين بالرئيس ستالين فى مدى قوته وسيطرته على الأمور وقدرته على امتلاك مفاتيح السياسة الدولية وأدوات السيطرة على موقفه فى مواجهة الأطراف الأخري.

فما نراه اليوم من متابعة لحظية للأنباء المرتبطة بالصراع الدائر حول أوكرانيا وداخلها وترقب الجميع لما قد تنتهى إليه الأمور وأيضا ردود الأفعال غير المتوقعة من بعض الأطراف يؤكد  أن الحسابات على الأرض تختلف كثيرا عما هو مستقر فى الأذهان من تصورات قد تكون مناسبة لموقف دون الآخر.