
أ.د. رضا عوض
سنوسرت الأول 1971–1926 ق.م
سنوسرت الأول، وتعنى الرجل ذو القوة، أو سيزوستريس الأول ثانى ملوك الأسرة الثانية عشرة. اشترك فى حكم مصر مع والده الملك أمنمحعت الأول خلال الأعوام 1975 إلى 1965 قبل الميلاد. والدته كانت الأميرة نفريتانن. وزوجته الرئيسية كان اسمها نفرو الثالثة، وانفرد بحكم مصر بعد وفاة والده وامتدت فترة حكمه إلى 43 سنة ازدهرت خلالها الحياة فى مصر، وأشرك ابنه فى الحكم خلال الثلاثة أعوام الأخيرة من حكمه، من 1932 إلى 1930 قبل الميلاد والذى أصبح الملك امنمحات الثانى.
شهدت فترة حكمه استقرارًا وتطورًا فى العديد من المجالات. فكانت مستويات الأدب والصناعة فى أوجّهما. كما تميزت هذه الفترة بازدهار الثروة المعدنية واستخراج الذهب وانتشار المشغولات الذهبية الدقيقة بوفرة. وهذا بالإضافة إلى الجهد الكبير الذى تم بذله فى تدبير الأحجار الكريمة والفيروز والنحاس اللازمة لعمل الحلى وما تتطلبها أعمال النحت.. كان الملك سيزوستريس الأول قائدا عسكريا متميزا فقام خلال العام 18من حكمه بحملة بجنوب مصر بأرض النوبة وامتدت الحدود حتى وصلت إلى الشلال الثانى على نهر النيل بالقرب من وادى حلفا.
وأقام عندها حصنا لتأمين البلاد من الجنوب وأقام عليه لوحة النصر وكانت هذه هى المرة الأولى التى امتدت فيها حدود مصر إلى تلك المنطقة.كما نظم حملة إلى واحات الصحراء الغربية. وأقر علاقات دبلوماسية مع بعض حكام المدن فى سوريا والأراضى الكنعانية..
وتم ذكر شخصية الملك س-ن-وسرت الأول فى قصة سنوهى عندما قيل أنه قد أسرع بالرجوع من حملته العسكرية فى ليبيا إلى القصر الملكى فى منف بعد سماعه واقعة اغتيال والده أمنمحات الأول.
قام سنوسرت الأول ببناء العديد من المزارات والمعابد فى جميع أنحاء مصر والنوبة خلال فترة حكمه الطويلة. وأعاد بناء معبد «رع-أتوم» فى هليوبوليس، الذى كان مركزًا لعبادة الشمس. وأقام هناك مسلتين مصنوعتين من الجرانيت الأحمر بمناسبة الاحتفال بعيد يوبيل «الحب سد» الموافق لعامه الثلاثينى على حكم مصر. ولا تزال إحدى هاتين المسلتين باقيةً فى موقعها، وهى تُعتبر أقدم مسلة قائمة فى مصر. ومكان هذه المسلة هو منطقة «المسلة» بالمطرية بالقرب من حى عين شمس (هليوبوليس). وارتفاعها هو 67 قدما، وتزن 120 طنا.
كانت فترة حكمه أيضًا فترة استقرار وتطور، حيث أقام الملك سنوسرت الأول هرمه ومعبده الجنائزى، فى اللشت، بالقرب من الفيوم، العاصمة الجديدة للدولة الوسطى التى وعثر له على تماثيل
عدة هناك، وكان واحدا من أقوى ملوك الدولة الوسطى..