الجمعة 15 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل اقتربت النهاية؟

هل اقتربت النهاية؟

يبدو أننا نعيش حقبة استثنائية من التاريخ الطويل الذى سيمتد إلى أن تقوم الساعة التى علمها عند الله، وأقول استثنائية لأن ماكنا نعتبره ضربا من الخيال أصبحنا نراه الآن رؤى العين وقد ساهمت التقنيات الحديثة فى نقل غرائب ما كان عقلنا أو خيالنا يتصورها ذات يوم ولكنها تحدث الآن فى أربعة أرجاء المعمورة وما كان يمكن أن نراها ونعيشها لولا التطور الهائل الذى وصلت اليه وسائل الأتصال الحديثة التى أصبحت تحت ايدينا وبكبسة زر تنقلنا الى أى مكان فى العالم!



بالأمس شاهدت فيديو بثه أحد المغامرين وهو ما قلب نظريات وإفكار قديمة كانت تعشعش فى عقولنا قبل هذا الانفتاح التقنى الهائل الذى نعيشه حيث كان هناك شاب على ظهر يخت فى المياه المفتوحة والغريب أن البحر أو المحيط الذى كان يتنزه فيه بيخته مع مجموعة من رفاقه كانت مياهه صافية بدرجة تسمح برؤية ما تحت السطح من كائنات بحرية وفجأة ظهر حوت هائل الجسم من الحيتان العملاقة التى يبلغ طولها ما لايقل عن أربعين مترا ومرق بسهولة ويسر أسفل اليخت ولم يتعرض له ولم يضرب اليخت بذيله فيجعل عاليه سافله بل ابتعد فى حركات مرحة وكأنه يدعو أصحاب اليخت مشاركته فى لهوه ومرحه وينفث الماء من فتحة فى ظهره فتتحول إلى ما يشبه «الدش» الذى نستحم تحته وركاب اليخت يضحكون وسعداء بهذا الحوت الضخم بشكل لا يتخيله عقل والمثير أن ركاب اليخت لم يبدو ولو لجزء من الثانية أى خوف وظلوا يقذفون الحوت بزخات من ماء البحر إلى أن أقترب اكثر من اليخت وتصورت وأنا أشاهد الفيديو المصور أن الحوت سيقلب اليخت بمن عليه لجرأتهم ووقاحتهم فى رشه بالماء إلا أن ماحدث أثار استغرابى فقد اقترب حتى حافة جدار اليخت فاتحا فمه الذى يمكنه بكل سهولة من ابتلاع أى من ركاب اليخت وكأنه يطلب طعامًا منهم وبالفعل ألقت له إحدى راكبات اليخت سمكة كبيرة ابتلعها بسرور بالغ عبر عنه بالدوران حول اليخت فى حركات دائرية مثيرا موجات مائية كان من الممكن أن تقلب اليخت ثم ابتعد بعد أن مر من تحت بطن اليخت مرة أخرى بعيدا تاركا الدهشة بالطبع لى ولركاب اليخت ولكل من شاهد هذا الفيديو العجيب.

لقد غير هذا الحوت مفاهيم كثيرة واعتقادات راسخة فى أذهاننا كانت تحكيها لنا جداتنا واأمهاتنا فى الطفولة بأن الحوت كالجبل ضخم وغدار ولا يمكن الاقتراب منه وأنه كفيل بإغراق أية سفينة بضربة واحدة من ذيله وانه لا يمكن بأى حال من الأحوال الأاقتراب منه ولكن يبدو أن الزمن تغير بشدة وغير فى طباع الحيوانات الشرشة وهدم نظريات كثيرة وحول المعقول الى غير المعقول والمدهش فى نفس الوقت. 

لقد تطور كل شيء وتغير كل شيء ويبدو أن التغيير والتطور لن يقف على مستوى سلوك الحيوانات بكل األوانها وأنواعها بل تخطاه إلى ما ينذر بأن نهاية العالم أوشكت بعد أن وصلت الأمور الى التهديد بالقنابل النووية القذرة التى يمكنها أن تعيد البشرية إلى العصر الحجرى.