الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محنة الوطن.. ومؤتمر الأسرة المصرية

محنة الوطن.. ومؤتمر الأسرة المصرية

من المعلوم أن للميزان كفَّتين يجب أن تكونا متعادلتين، وتتأرجحان صعودًا وهبوطًا حتى فى وقت الراحة والفراغ! ونشاهد فى الأسواق التجارية فى المدن والريف أنه إذا مازاد التحميل على إحداهما ـ فى حالة الوزن لسلعةٍ ما ـ فإنه يجب عمل التوازن المطلوب فى المقابل لإرضاء البائع والمشترى.. والضمير!، تطبيقًا وامتثالاً لقول المولى عز وجل:



( وَأَقِيمُواْ الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ (الرحمن – 9 ) .

وأزيدكم من الشعر بيتًا ـ كى نصل سويًا إلى المغزى والهدف من اختيارى تلك المقدمة لهذا الموضوع ـ فنحن نعلم أنه قديمًا منذ بدأ التاريخ فى كتابة حروف سطوره الأولى فى كتاب الأيام، قد اختار «امرأة» معصوبة العينين تحمل ميزانًا وسيفًا كرمز للعدالة، فلا إقرار لمبادىء العدالة بين البشر بلا قوة تدعمها وتساندها، وكان المغزى الرائع والمُبهر فى اختيار الرمز متمثلاً فى «امرأة»، ربما إشارة قاطعة مانعة كنبع سلسبيل لاينضب يغذِّى كل أنهار الحنان، ويزرع فوق شطآنها كل الأشجار الوارفة الظلال .

ومن واقع محاولة تحقيق تلك المعادلة فى الميزان والتوفيق بين: «عدالة القوة وقوة العدالة»، جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر «تنمية الأسرة المصرية»، لتعبر تعبيرًا صادقًا وصريحًا عن تطلعاته وأمنياته وحرصه ـ خلال فترة حُكمه ـ على تحقيق العدالة المرجوَّة للمصريين على أرض الوطن، والعمل الدءوب  للحفاظ على التوازن المطلوب لكفَّتَيْ الميزان، إرضاء للضمير والإخلاص لتكليفه بأعباء المسئولية التاريخية الذي ساقه القدر إلى الاضطلاع بأعبائها الجسام، خاصة بعد فترة التجريف الطويلة فى كل مناحى حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، تلك الفترة التى عانى خلالها الوطن والمواطن أشد المعاناة، ليجىء فى التوقيت المناسب لإنقاذ مايمكن إنقاذه بخطواته المدروسة والمُمنهجة، ليكتسب محبة القلوب التى أوكلت إليه تلك الأمانة، وتلخصت كلمته ــ التى جاءت بصيغة وإحساس ورهافة قلب الأب رب العائلة والمواطن ــ فى توجيه نصيحته وإرشاده للشباب فى مستهل حياتهم الأسرية، بالتمهل ـ بعض الوقت ـ فى استقبال «المولود الأول»!! لأن الزيادة السكانية المتسارعة بمثابة الغول الذى يلتهم كل محاولات التنمية الاقتصادية  ــ التى يسعى إلى تحقيقها الرئيس «السيسي» ــ  لتخفيف العبء عن «الأسرةالمصرية»، وتحقيق الخطوات الاستراتيجية  الثابتة لرفعة شأن «الوطن».

إن فخامة الرئيس بتلك النصيحة الأبوية المُخلصة والخالصة لوجه الله والوطن، لايعارض أو يمنع ــ كلا وحاشا ــ  طموحات الشباب والشابات فى اكتساب متعة الأبوة تحت ظلال الأسرة، أو يُعارض الحُب والتوق للعيش تحت مظلة «منحة الأمومة « التى وهبها الله سبحانه وتعالى لعباده، من أجل استمرار الحياة السويَّة على وجه الأرض، ولكنه يهدف إلى التخفيف من  ثقل الأعباء المضنية التى تشكِّل على المدى الطويل أسباب «محنة الوطن» وتعثره، ولأن الزيادة السكانية غير المدروسة والمخططة وسط ضعف الإمكانات الاقتصادية والبنية التحتية، تكون بمثابة بيئة خصبة للفقر وانتشار الأمية وضعف فرص التنمية الاقتصادية بشكل عام.

لقد كان الرئيس واضحًا ومواجهًا فى غير خشية من مصارحة الشعب المصرى بحقيقة الأوضاع بلا مواربة أو مداراة أو خداع، حتى يضع كل «مواطن» أمام مسئوليته الأسرية والوطنية، وحتى يفى الرئيس بما وعد به من تحقيق أقصى مايستطيع من عدالةٍ وتوازن فى كفَّتى الميزان، فالمسئولية لابد أن يقابلها السلطة القادرة على الإمساك بدفة الحُكم وتحقيق شريعة الله وعدالته فى الأرض.

ولعلى أحيط من يهمه الأمر بمعلومات عن المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية:

* يتم تنفيذ المشروع على مدار 3 سنوات خلال الفترة من عام 2021 وحتى 2023، واستهدف فى عامه الأول محافظات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية حياة كريمة مما يشمل نحو 1520 قرية على مستوى 52 مركزا فى 20 محافظة، بالوجهين القبلى والبحرى.

* وضعت الدولة 5 محاور رئيسية لتنفيذ تلك الأهداف الطموحة وفى مقدمتها محور التمكين الاقتصادى ويشمل ذلك المحور تنفيذ مليون مشروع متناهى الصغر تقوده المرأة بالإضافة إلى تدريب 2 مليون سيدة على إدارة المشروعات ومحو الأمية الرقمية والشمول المالى وتأهيلهن لسوق العمل .

3. المحور الثانى هو التدخل الخدمى من خلال توفير وسائل تنظيم الأسرة بالمجان للجميع، مع المتابعة المستمرة، وذلك من خلال إتاحة وسائل تنظيم الأسرة وتوطين 1500 طبيبة وتوزيعهن على المنشآت الصحية . 

* تنفذ الدولة المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية بمحاوره المختلفة وباشتراك كل الأجهزة المختصة والذى يهدف للارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى والأسرة المصرية. 

* ويشمل مختلف الأبعاد الأسرية اجتماعيًا وسكانيًا وصحيًا وثقافيًا بما فيها التمكين الاقتصادى للسيدات إضافة إلى الاهتمام بصحة المرأة من خلال رفع كفاءة مراكز صحة وتنمية الأسرة، فضلًا عن متابعة الفحوصات الطبية قبل الزواج وبعده.

• سيشمل إنشاء منظومة إلكترونية باسم «منظومة الأسرة المصرية» لميكنة خدمات صندوق تأمين الأسرة وربطها بوحدات صحة وتنمية الأسرة.

• تأسيس صندوق حكومى لتأمين وتنمية الأسرة المصرية، يمنح حوافز للأسر الملتزمة بمحددات ضبط النمو السكاني، وذلك بما يحقق أهداف الدولة للارتقاء بجودة حياة الأسرة المصرية، والاهتمام بصحة المرأة من خلال متابعة الفحوصات الطبية قبل الزواج وبعده.

إنها مصر بجمهوريتها الجديدة التى تسعى ويسعى قادتها الوطنيون المخلصون لاستعادة مكانتها التاريخية مذ بدا التاريخ فى كتابة حروف سطوره الأولى فى كتاب الأيام.

رئيس قسم الإنتاج الإبداعى الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر