الأربعاء 13 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أسئلة بلا إجابة!

أسئلة بلا إجابة!

هل يمكن أن تتخيل العالم والحياة قبل عشرة أو عشرين ألف عام كيف كانت وكيف سارت الحياة اليومية للبشر وكيف كانوا يتعاملون مع بعضهم البعض وكيف كانوا يعالجون من الأمراض وكيف يتنقلون من مكان إلى مكان وكيف تعاملوا مع الضوارى والحيوانات الشرسة وكيف تعاملوا مع البحار والأنهار؟



أسئلة من الصعب الإجابة عنها بدقة حيث إن العلماء اختلفوا حول تقدير عُمر الإنسان على الأرض فهناك آراء تذهب إلى ملايين السنين وآراء أخرى تقدر عُمر الأرض بأربعين ألف سنة ولكن الحقيقة هى أن تاريخ العالم لم يبدأ إلا منذ نحو 5500 (خمسة آلاف وخمسمائة عام) مع اختراع الكتابة. والكتابة منذ بدايتها نحو عام 3500 ق.م  كانت هى الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما كتبه البشر عن أنفسهم وحياتهم وحضاراتهم. لذلك يُسمِّى علماء الآثار الفترة السابقة على الكتابة عصور ما قبل التاريخ. وهى الأزمنة التى لم يجزم أحد بما حدث فيها وكيف كانت والتى مازالت الإجابة على كل الأسئلة المطروحة مجهولة حتى يومنا هذا وربما للأبد.

ولكن معرفة الإنسان بالزراعة نحو عام 9000 ق.م، ثم معرفته الكتابة فيما بعد، أدت إلى بزوغ الحضارات الأولى، التى ظهرت وتطورت بعضها بمعزل عن بعض، وكانت كل واحدة منها تعتمد على مواردها الطبيعية وابتكارات أهلها، ولكنها اتصلت بعضها ببعض فيما بعد، وتبادلت الأفكار والمهارات. 

ثم جاءت فترة من تاريخ العالم قامت فيها إمبراطوريات عظيمة سادت ثم بادت. ومن الحضارات التى كان لها أثر مستمر إلى يومنا هذا، الحضارتان: الكلاسيكية اليونانية ـ الرومانية فى أوروبا الغربية وأمريكا وأستراليا، والحضارة الإسلامية فى الشرق حيث ظهرت ديانات مختلفة، وبرز فلاسفة عديدون. 

أما التاريخ الحديث، المؤرَّخ له بنحو 500 سنة مضت فقد اتسم بظهور الحضارة الغربية وتأثيرها البالغ على العالم بما تيسر لها من إمكانات مادية وتقدم تقنى (تكنولوجى). فاستطاعت أن تترك آثارها من آراء سياسية ودينية واقتصادية واجتماعية فى البلاد الكثيرة التى تعرضت لهيمنتها. ولعل أهم ما يميز عالمنا المعاصر هو أنه على الرغم من حواجز عدّة ظلّت تفرّق بين سكانه ـ مثل الحواجز الثقافية، وحواجز الزمن والمسافة ـ فإن سبل المواصلات والاتصالات الحديثة قرّبت بينهم وجعلتهم يؤثِّرون ويتأثرون بما يجرى حولهم فى العالم، كما جعلت ثقافات العالم المختلفة تبدو كأنها تتمازج وتنصهر فى ثقافة عالمية مشتركة، ومن ثم فإن الكثيرين يرون أن تاريخ العالم ماهو إلا قصة الطريقة التى جعلت تلك الحضارات تتقارب، وتدنو بعضها من بعض. 

وقد أدى اكتشاف الزراعة وتطور أساليبها، واستئناس الحيوان إلى استقرار إنسان ما قبل التاريخ فى قرى، سرعان ما تطور بعضها فصار مدنًا شهدت حركة حضارية. وكانت ممارسة الزراعة قد أحدثت تغييرات تقنية واجتماعية فى حياة الناس، حيث استعملوا أدوات متطورة وعرفوا العمل الجماعى، وكان لا بد من ظهور أنظمة حكم تُدير وتُوجه مثل هذا النشاط الجماعى.  وربما للحديث بقية