الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سنوسرت الثانى (1882 ق.م. - 1872 ق.م.)

سنوسرت الثانى (1882 ق.م. - 1872 ق.م.)

سنوسرت الثانى أو سيزوستريس الثانى  كان رابع فراعنة الأسرة الثانية عشرة..خلف أبيه الملك امنمحات الثانى واشترك معه فى الحكم خلال سنواته الأخيرة ،وتزوج من نفرت وهى سيدة كانت شهرتها تفوق جمالها وعثر تمثالها فى تانيس (التى تقع بالقرب من مدينتى الحسينية وفاقوس فى محافظة الشرقية). وقد ذكر «مانيتون» أنه من أطول الملوك الذين جلسوا على عرش المُلك قامة، فكان طوله حسب قول «مانيتون» أربعة أذرع وثلاثة أشبار وأصبعين؛ أى نحو ستة أقدام. أما مدة حكمه للبلاد فكانت تسع عشرة سنة بما فيها السبعة أعوام التى اشترك فيها مع والده.



اهتم سنوسرت الثانى كثيراً بمنطقة الفيوم. فاهتم بالزراعة، وكان هدف مشروعه هو زيادة الرقعة المزروعة. واستغلال مياه فيضان النيل لمدة أطول، فبنى القنوات ونظاماً كبيراً للرى من بحر يوسف إلى ما سيصبح فيما بعد بحيرة قارون، وبنى هناك قناطر لحجز وتخزين المياه خلال فترة الفيضان لاستغلالها بعد ذلك وأضاف شبكة صرف.

قرر سنوسرت الثانى نقل المقبرة الملكية من دهشور إلى اللاهون حيث بنى هرمه،

ولذلك أصبحت اللاهون العاصمة السياسية فى مصر خلال الأسرتين الثانية عشرة والثالثة عشرة.

وقد أسس الفرعون أول قرية عمال فى مدينة كاهون القريبة.

ومن أثاره فقد عثر له فى الكرنك على رأس من الجرانيت الأحمر وفى هيراكليوبوليس ووجد له تمثال وفى سرابيط الخادم وفى مركز المناجم فى شبه جزيرة سيناء وعثر كذلك على تمثال صغير له أما فى وادى الحمامات وهو مكان يستخرج منه حجر البرشيا فقد عثر على نقش ذكر اسم هذا الفرعون وفى القصير على البحر الأحمر عثر على قطعة حلى وعثر على عدة أسطوانات وجعارين فى أماكن مختلفة وقد كشف عن عشرة منها فى بلدة «اللاهون» وحدها.

حافظ سنوسرت الثانى على علاقات طيبة مع الحكام المحليين وزعماء القبائل البدوية المحيطة والذين وصلوا إلى درجة عالية من الثراء، وهناك شهادة على ذلك من العام السادس لحكمه على رسم جدارى من مقبرة حاكم محلى فى بنى حسن.

وحافظ أيضًا على وحدة البلاد واستقلالها واحترام الدول المجاورة ،وهناك آثار أخرى تثبت أن مصر كانت متصلة فى مدنيتها ببلاد أخرى فى ذلك العهد مثل كريت ، عن طريق التجارة وتبادل السلع .اهتم سنوسرت الثانى بوجود جيش مصرى قوى ،وفى عهده حدثت اضطرابات فى بلاد النوبة مما دعاه لقيام حملة عسكرية على بلاد النوبة للسيطرة عليها.

وقد تمتعت مصر فى أيامه بالرخاء والثروة والسعادة, مما جلب إليها السامريين المهاجرين من الصحراء، وكذلك أهل البلاد الأخرى التى تجاورها، ولا أدل على ذلك من المنظر الذى نشاهده على مقبرة «خنوم حتب الثاني»، فنشاهد «خنوم حتب» يستقبل جماعة من «العامو» سكان الصحراء الشرقية، ويبلغ عددهم سبعة وثلاثين محملين بالجزية من الكحل، وأشكال هؤلاء الأجانب وزيهم على جانب عظيم من الأهمية؛ إذ تصوِّر لنا نوع المدنية المنتشرة فى المناطق التى بين مصر و«مسوبوتاميا» (ما بين النهرين).