مركب السلايف
المثل الشعبى القديم يقول «مركب الضراير سارت ومركب السلايف غارت» والضراير هن زوجات نفس الرجل, أما السلايف فهن زوجات الإخوة ومعنى أن مركب الحالة الأولى سارت أى أن الأمور مهما بلغت من التعقيد والتوتر فإنها تسير وتستمر الحياة بالرغم من وجود الغيرة والنقار مقارنة بمركب السلايف التى لن تستمر فى السير وسينجم عن هذا الموقف الكثير من المشكلات بين الإخوة وربما تشمل الأم-الحماة-أيضًا.
وبغض النظر عن الدخول فى تفاصيل شيطانية حول تلك العلاقة الاجتماعية أو تلك وبغض النظر عن العصر الحالى وما به من صراعات ومشكلات اجتماعية أحيانًا فإننى أود أن أؤكد أن لكل قاعدة شواذ وأن الأمر لا يشمل الجميع أى أن النماذج الناجحة التى تدحض صحة الأمثال موجودة ولكن هذه هى طبيعة الأمثال الشعبية تتحدث على الأغلب الأعم ولكنها ليست قاعدة تسرى على الكل و ليست قدرًا محتومًا أيضًا.
عودة إلى المثل والذى أدهشنى أحد الأصدقاء منذ عدة أيام عندما وجد زوجته فى غاية التوتر والانفعال من أحد تصرفات زوجة أخيها والمفاجأة أن الأمر هذه المرة كان مرتبطًا بأحد سلوكيات المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعى, حيث وجدت صديقى فى غاية الانزعاج والتوتر لأن زوجته قد أقامت الدنيا ولم تقعدها لأن زوجة أخيه لا تضع علامات إعجاب Likes على ما تقوم بنشره على أحد مواقع شبكات التواصل الاجتماعى الشهيرة بالرغم من أنها- والكلام لايزال للزوجة- تقوم بالإعجاب بمنشورات باقى أفراد العائلة وبما يقوم به الغرباء أيضًا وتتجاهل زوجة أخيها تمامًا.
وقبل أن أبدأ فى لعب دور الناصح الأمين الممسك بتلابيب الحكمة استطرد صديقى موضحًا أنه قد قام بالفعل بالحديث مع زوجته عن تفاهة الأمر ومحاولة إيجاد أعذار لزوجة أخيه لتبرير “عدم الفعل” فى هذه الحالة وأن كل محاولاته قد باءت بالفشل وأن زوجته قد قامت بتصعيد الأمر حيث قامت بعمل حظر كامل Block لزوجة أخيها على هذا الموقع وقامت أيضًا بقطع العلاقة الإنسانية معها بالكامل فلا سلام ولا كلام عندما تأتى أى مناسبة للقاء السيدتين.