الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فوتو سيشن

فوتو سيشن

فى مقال سابق بعنوان «ذراع الشامبانزى» تحدثت عن حمى التصوير التى اجتاحت العام بظهور الكاميرات الرقمية Digital Cameras ثم من بعدها ظهور أول تليفون محمول يحتوى على كاميرا للتصوير عام 2003, وأنه منذ ذلك التاريخ وهذه الحمى لا تتوقف، وتحدثت أيضًا فى المقال عن قيام الملايين حول العالم بالتقاط صورشخصية لهم بأنفسهم فيما يطلق عليه السيلفى Selfie وتندرت آنذاك على أن الإنسان لو استمر فى هذا الفعل فربما تستطيل ذراعاه لتصبح بطول ذراع الشامبانزى.



والحقيقة أن هذا المقال كان مناسبًا نوعًا ما لزمن نشره وهو الذى لاحظنا فيه بالفعل ندرة تواجد وأحيانًا اختفاء المصور المحترف فى المناسبات المختلفة وفى الكازينوهات النيلية وعلى شواطئ البحار وفى الأماكن السياحية الأثرية وخلافه إلا أن هذا الاختفاء لم يستمر طويلًا.

فالمتابع للواقع الحالى يجد أن مهنة المصور المحترف قد عادت مرة أخرى، ليس بنفس الكيفية أو الآليات السابقة بل أصبحت أكثر تطورًا، فالمصور المحترف اليوم يمتلك كاميرا رقمية متطورة ـ وغالية الثمن أيضًا- تفوق إمكاناتها أكثر التليفونات الذكية سعرًا وتقدمًا, كما أنه يمتلك أدوات للإضاءة وعواكس للضوء ليست متاحة للمستخدم العادى.

هؤلاء المصورون المحترفون تستطيع أن تلحظ وجودهم بسهولة إن كنت من عشاق المناطق السياحية والأثرية فى أى مكان فى مصر, فعلى سبيل المثال نجدهم بكثرة فى شارع المعز لدين الله الفاطمى يقومون بعرض خدماتهم لتصوير من يرغب على خلفية المساجد الأثرية بالمنطقة، يمكن أيضًا أن تلحظ وجودهم على ضفاف النيل وتحديدًا فوق كوبرى قصر النيل يقومون بالفعل ذاته وهم من الشباب صغير السن والموهوب فعلًا.

نجد لهم تواجدًا وطلبًا متزايدًا لتصوير الأفراح وحفلات الخطوبة وأعياد الميلاد أو لتصوير النجوم والفنانين, كما نجد أن الكاميرات الموجودة فى استديوهات التصوير الفوتوغرافى قد أصبحت رقمية أيضًا.

والمعنى ببساطة أنه بالرغم من التقدم التكنولوجى الذى أتاح أدوات لم تكن متاحة للجميع فى الماضى إلا أن عودة المتخصصين للعمل بها باتت دورًا مطلوبًا مرة أخرى, ولكن بالطبع يكون الفارق هنا هو درجة الاحترافية والإبداع فى استخدام تلك التقنيات بصورة لا يمكن للمستخدم العادى الوصول إليها بدون أن يتلقى تدريبًا متخصصًا على تلك الأجهزة الرقمية المتطورة.

ما سبق هو مجرد مثال عملى يوضح أنه مهما بلغ التقدم التكنولوجى من تطور فإنه يبقى الإنسان المبدع الذى يستطيع أن يتعامل مع تلك التقنيات باحترافية تمكنه من إيجاد فرصة عمل جيدة كنتيجة لقدرته على استخدام تلك الأدوات استخدامًا متميزًا عن الاستخدام البسيط الذى نقوم به.