الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العدل أثاث الملك

العدل أثاث الملك

العبارة السابقة قرأتها فى الجزء التعريفى لأحد الأشخاص الذين قدموا لى طلب صداقة Friend Request على تطبيق الفيسبوك، توقفت عند الجملة لبرهة صغيرة ثم حاولت أن أتصفح حسابه قبل أن آخذ القرار بالقبول أو الرفض، خاصة أن صورة الحساب كانت لنجم سينمائى-فى الغالب هندى الجنسية-ولكننى لم أستطع أن أحصل على أى معلومات إضافية، ببساطة لأنه قد أغلق صفحة حسابه Lcoked ليمنع من هم ليسوا فى قائمة الأصدقاء من متابعة أى شىء ينشره أو يعيد نشره، وهنا كان القرار الصائب بأن أرفض طلب الصداقة بلا أى تأنيب من ضمير أو ندم على الدرر التى سأفقدها جراء ذلك الفعل.



والحقيقة أن هذا الشخص ينتمى إلى جيل تنتشر فيه الثقافة الشفهية انتشارًا مهولًا فمن المؤكد أنه لم يقرأ الجملة الصحيحة-العدل أساس الملك-ولم تصادفه من قبل، كما أن إعمال العقل فى المعانى غائبًا أيضًا وأتصور أنه أراد أن يبدو شخصًا مثقفًا-وعميقًا- فقام بانتقاء تلك الجملة وذهبت أصابعه للطرق على لوحة المفاتيح متجهة إلى حرف الثاء ظنًا منه أن عبارة بهذا العمق من المستحيل أن تكون بحرف السين، وربما أيضًا يعتقد أن كلمة أساس لا تستخدم إلا فى مجال المعمار للتعبير عن أساسات العمارات.

الإشكالية الأخرى أن أحدًا من أصدقائه لم يلحظ تلك العبارة وبالتالى لم يقم بتنبيهه إلى أن الكلمة خاطئة، أو ربما حاول البعض تنبيهه إلى ذلك ولكنه لم يستجب ظنًا منه أن صديقه شخص جاهل لا يعرف أبسط قواعد اللغة وكيف تكتب الكلمات.

للأسف الشديد المثال السابق على سخريته وإتاحته لمساحات من الضحك-والترفيص أيضًا- إلا أنه ضحك كالبكاء، فالعديد من الجمل تكتب هكذا ولا يتوقف الأمر عند هذا فحسب بل يتخطاه إلى ركاكة الجمل المكتوبة بصورة لا تحتمل وربما تدفع عمالقة مجمع اللغة العربية إلى الإصابة بانهيار عصبى حاد لا شفاء منه.

قد أتفهم تلك الأخطاء -نوعًا ما- إن كان صاحبها يأتى من ثقافة أجنبية كان يكون قد أمضى سنوات عمره الأولى لى إحدي الدول الأجنبية وعليه فإن العربى-المكسر- هو كل ما يستطيع أن يتكلم ويكتب به، ولكن للأسف تجد هذا الشخص-وغيره كثيرين-لا يملكون الطلاقة فى أى لغة أخرى على الإطلاق.

لن أختم المقال بالحديث عمن السبب ولا عن كيفية العلاج فتلك الحالات أراها تحتاج للعودة إلى صفوف المرحلة الابتدائية علهم يستطيعون تحصيل اللغة السليمة مرة أخرى.