الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإنترنت الفضائى

الإنترنت الفضائى

يبدو أن أيلون ماسك سيفعلها أخيرًا، والمقصود هنا الإعلان عن تقديم خدمة الاتصال بشبكة الانترنت عبر الأقمار الصناعية من خلال شركته ستارلينك Starlink والتى تقوم بالفعل بتقديم تلك الخدمة فى أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بين خطى عرض 44 و 53 درجة، جاء التصريح الأخير بأن الخدمة ستكون متاحة حول العالم كله بنهاية هذا العام وبدايات عام 2023.



تجارب سابقة لتقديم تلك الخدمة أو الإعلان عنها بدأ منذ تسعينيات القرن الماضى واستمرت حتى إعلان شركة جوجل عن البالون الطائر لتقديم تلك الخدمة للأماكن النائية أيضا فيما عرف وقت الإعلان فى 2013 باسم مشروع لون Project Loon والذى توقف تماما فى يناير 2021 بعد تسع أو عشر سنوات من الإعلان عنه فى 2011، وذلك لأسباب اقتصادية مرتبطة بعدم القدرة على خفض تكاليف الإنتاج والتشغيل ومن ثم ارتفاع سعر تقديم الخدمة بصورة كبيرة وهو ما أدى إلى تلك النهاية المتوقعة.

ولأن ايلون ماسك يقتنص الفرص فإن التوقعات تشير إلى احتمالية نجاح مشروعه بصورة كبيرة، بالرغم من أن التكلفة الشهرية المعلنة حتى الآن فى حدود 100 دولار ويحتاج الاتصال الى تثبيت طبق استقبال صغير فوق سطح البناية أو المنزل ولكن السرعات المعلنة 100 و 200 ميجابت/ث  قد تجعله حلًا مناسبًا خاصة فى الأماكن النائية التى يكون مد الكوابل الأرضية إليها أكثر تكلفة.

من المتوقع أيضا أن تنخفض تلك التكلفة مع ازدياد إعداد المشتركين فى تلك الخدمة وهو ما يرشحها يومًا ما لمنافسة شركات تقديم خدمة الإنترنت المحلية وفى المرحلة الأولى ستكون هى الخيار الوحيد فى الأماكن النائية التى لن تقدم الشركات العادية على الاستثمار فيها لأسباب اقتصادية أيضا.

تبقى الإشكالية فى إمكانية متابعة أنشطة المستخدمين لشبكة الإنترنت وخدماتها المختلفة الذين سيتصلون من خلالها وخاصة فيما يتعلق بجرائم تقنية المعلومات والمعروفة بجرائم الانترنت وهى التى تتم متابعتها والسيطرة عليها حاليا من خلال القوانين المحلية فى كل دولة على حدة، أضف إلى هذين قيمة الخدمة تدفع بالكامل بالعملة الصعبة - الدولار- على عكس النمط الحالى والذى يوجد فيه جزء كبير من تلك الاشتراكات يتم إنفاقه داخل الدول سواء لشراء التجهيزات اللازمة أو لدفع تراخيص الاستخدام والتشغيل أو لدفع رواتب العاملين فى تلك الشركات.

أعتقد أن الأمر لايجب أن يؤخذ باستهانة أو عدم استعداد كما حدث فى الماضى بل يجب أن تتم دراسة الآثار السلبية لتطبيقه من جوانبها المختلفة والبدء فى التواصل مع شركة ستارلينك للتعرف على المزيد من التفاصيل وكذا أيضا التعرف على كيف تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بالتعامل مع تلك الخدمة حاليًا فيما يتعلق بجرائم الانترنت وحماية البيانات الشخصية وخلافه.