الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قلم 4 ألوان

قلم 4 ألوان

كلما أطلعت على الجديد فى التكنولوجيا وبالرغم من أننى أحد العاملين فى هذا القطاع، إلا أننى وخاصة عند النظر إلى الأدوات التكنولوجية المتاحة لأطفال هذا الجيل من أجل التسلية واللعب وهى التى بالرغم من انها مبهرة، إلا أننى فى كل مرة أتذكر طفولتنا قبل ظهور تلك الأدوات.



قد يراها البعض طفولة بائسة أو مملة الا أن من عايشها من ابناء جيلى لايراها كذلك على الإطلاق بل يحن الى تلك الفترة حنينا كبيرا لايام الصفاء والبراءة والبهجة الحقيقية، وبدون الدخول فى التفاصيل أو محاولة إقناع الأجيال الجديدة بما كنا عليه فى تلك الفترة إلا أننى و أثناء التجول اليومى على موقع الفيسبوك وجدت صفحة بعنوان «ذكريات الطفولة والزمن الجميل» تمتلئ بصور من حياتنا فى تلك الفترات كما تحتوى على صور للالعاب والمأكولات والملابس وحفلات الشوارع والبيوت والمدارس والفصول الدراسية وغيرها من مظاهر هذا الزمن،كما تحتوى ايضا على مقاطع مصورة لما كان يبثه التليفزيون المصرى من برامج اطفال وبرامج تعليمية وخلافه، تحتوى الصفحة أيضا على صور لمجلات الاطفال وللصحف وخاصة جدول البرامج فى القناة الاولى والقناة الثانية وهى التى شكلت وجدانًا مشتركًا ومتوسطًا للثقافة وللذوق وغيرها من القيم النبيلة.

خلال هذا التجول وجدت صورة لقلم جاف كنا نعتبره فى حينه أنه إحدى عجائب الدنيا،هذا القلم ببساطة يحتوى على أربعة انابيب داخلية بالألوان الازرق والاسود والاحمر والاخضر، وما عليك إلا أن تسحب زر اللون المطلوب الى اسفل ليظهر «سن القلم» ثم تبدأ فى الكتابة به، لا داعى طبعا لان أذكر كم الفخر والخيلاء التى كان يشعر بها صاحب القلم، ولا كم التوسل و الترجى من زملائه الآخرين لكى يسمح لهم بتجربته، أتذكر أيضا كيف كان بعضنا يحاول الضغط على زر كل لون فى نفس الوقت ليرى ماذا سيحدث هل ستخرج الاربعة اسنة معا ام سيكون السبق لسن لون معين، أمر مشابه لتسالى فترة الصيف التى كان منها اللعب بباب الثلاجة لمعرفة كيف تضاء اللمبة الداخلية عند الفتح وكيف تنطفئ حين نغلق الباب.

اترك هذا الزمن الجميل لأصل الى عصر شبكات التواصل الاجتماعى وبخاصة تطبيق الفيسبوك والذى يتيح التفاعل مع المنشورات من خلال سبعة بدائل (الاعجاب/الحب/الاهتمام/الاندهاش/الحزن/الغضب) وهى التى كانت فى أول الأمر عبارة عن بديل واحد فقط (الاعجاب)، بالطبع كثرة البدائل تعطى مساحة اكبر للتعبير عن رد الفعل تجاه ما هو منشور ولكن منذ عدة ايام استمعت الى حوار بين شخصين كنت احسبهما على قدر من العقل و الاتزان فوجدت احدهما يتباهى بأن أحد منشوراته قد تفاعل معها اصدقاءه بالسبعة بدائل معا، اى أن البعض اعجب والبعض أحب والبعض اهتم والبعض اندهش والبعض حزن والبعض غضب، وهنا تذكرت القلم ذا الأربعة الوان وترحمت على طفولتنا البريئة الصافية.