الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسراف المائى

الإسراف المائى

من أكثر المشاهد المزعجة بالنسبة لى ذلك الذى يقف فيه أحدهم ممسكًا بخرطوم ماء فوهته نحو الشارع والمياه تتدفق لرش الشارع أمام المتجر أو المقهى أو لترطيب الحرارة صيفًا ، فالماء أغلى من أن يهدر بهذه الطريقة الرخيصة لسبب بسيط أن العالم كله وليس مصر فقط يعانى من نقص فى المياه العذبة, بل إن دولًا كثيرة تعيش على تحلية مياه البحر!



ولذا كثر الحديث فى الفترة الأخيرة عن ترشيد استهلاك المياه، وكثرت الدعوات من جانب المنظمات والهيئات الدولية والمحلية لمراعاة الترشيد وعدم الإسراف فى استخدامات هذه النعمة، التى أنعم الله بها على البشرية، وجعل منها كل شىء حى «وجعلنا من الماء كل شىء حى». 

ووجوه الإسراف أكثر من أن تحصى أو تعد، كما أن وجوه الترشيد كثيرة أيضًا، ولذا من المهم أن ننشر ثقافة الترشيد أو الاقتصاد فى كل شىء، بدءًا من البيت مرورًا بالمدرسة وانتهاءً بالدوائر والمؤسسات والجمعيات والهيئات. 

وللوالدين والمعلمين ووسائل الإعلام المختلفة دور كبير جدًا فى توعية الأبناء بأهمية المياه وخطورة نقصها ، فالوالدان هما المعنيان فى المقام الأول لتعويد أطفالهما على الاقتصاد وعدم الإسراف سواء فى الطعام أو اللباس أو استخدام الماء فى الاستحمام أو حتى الوضوء، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم الإسراف فى الوضوء، والإسلام يربى فى نفوس أهله كراهية الإسراف فى كل شىء، وعدم الإسراف يمكن أن يكون منهج حياة لكل إنسان يود أن يعيش بدون مشاكل صحية والتى تنتج من الإسراف فى الأكل أو الشرب، كما أن عدم الإسراف فى الوضوء يمكن أن يكون ملازمًا للشخص طوال حياته إذا كان مؤمنًا بفائدة ذلك ومؤمنًا بأن هذا هو هدى الإسلام وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى ولو لم تكن الصنابيرالموجودة فى المساجد أو البيوت أو أماكن العمل مصممة للتخفيف أو الحد من اندفاع الماء، فيمكن أن يخفف من فتحها قليلًا وإغلاقها مع الانتقال من غسل عضو إلى غسل عضو آخر.

هناك مجموعة من الطرق التى يُمكن من خلالها الحدّ من هدر وإسراف المياه، فمثلًا عندما تمتلئ الغسالة الأوتوماتيكية بكمية كافية من الماء يبدأ تشغيلها للغسيل وعدم ترك صنبور المياه مفتوحًا أثناء غسل الخضروات، التحقق من كافة الصنابير والأنابيب وتصليح التسريبات، زراعة الأشجار التى لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه أثناء ريّها، تنبيه الأطفال بعدم اللعب بمرشات وخراطيم المياه, استعمال المكنسة بدلًا من الخرطوم لتنظيف الشارع والرصيف.