الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أجيال ورا أجيال

أجيال ورا أجيال

كنا نتعلم فى الماضى أن الجيل هو ربع قرن أى 33 عامًا، أتذكر انتقال وصف الموسيقار محمد عبد الوهاب من موسيقار الجيلين إلى موسيقار الأجيال، أما فى الغرب فإن تقسيم الأجيال يختلف قليلا حيث يبدأ بالجيل المفقود من مواليد 1883 إلى 1900 ثم يليه الجيل الأعظم من 1901 إلى 1927 ثم الجيل الصامت من 1928 إلى 1945  ثم الجيل كثير الإنجاب والذى تلا الحرب العالمية الثانية من 1946 إلى 1964 ثم الجيل إكس من عام 1965 إلى 1980 ثم الجيل واى أو ما يطلق عليه أيضا جيل الألفية من 1981 إلى 1996 ثم الجيل زد من عام 1997 إلى 2012 ثم الجيل الفا من  نهاية عام 2010 حتى منتصف عام  2020 أى أنه يتداخل مع الجيل السابق له لغير سبب واضح.



من الملاحظ طبعا أن الفترة الزمنية المحددة للجيل ليست ثابتة ولكن من الملاحظ أيضا أن تلك الفترة آخذة فى التناقص، ربما لتسارع وتيرة تقنيات المعلومات و الاتصالات وتغلغلها فى كافة  مناحى الحياة بصورة غير مسبوقة فى تاريخ البشرية كلها.

أما فى مصر والمنطقة العربية فإننا قد بدأنا فى الاستماع إلى تعبير “جيل الألفية” مع بدايات القرن الواحد والعشرين ونستخدمها أحيانا بمعنى مقارب للمعنى الغربى أى من يصل إلى سن الرشد بعد عام 2000 و فى أحيان أخرى نادرة نطلقها خطأ على مواليد ما بعد هذا التاريخ أيضا.

عودة إلى الجيل الفا والذى بغض النظر عن حجمه وتوزيع أبنائه على دول العالم المختلفة إلا أننا من الممكن التعرض لبعض خصائصه المهمة وعدد من المحطات الرئيسية التى مر بها ومنها على سبيل المثال انتشار خدمات الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات وانتشار تطبيقات التحول الرقمى والتكنولوجيا المالية وسيطرة شبكات التواصل الاجتماعى على المشهد بصورة غير مسبوقة وما لهذا من تأثيرات فى تغيير أنماط السلوك والعمل والتعلم والثقافة وخلافه، نضيف إلى هذا تعرض هذا الجيل إلى عدد من الأزمات الاقتصادية والسياسية فى عدد غير قليل من بلدان العالم كما أن هذا الجيل قد تعرض لجائحة عالمية مستمرة حتى الآن ألا وهى جائحة انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) و تحوراته المختلفة. من الدراسات المهمة تلك التى تتحدث عن نوعية الدراسة لأبناء هذا الجيل والتى توضح تزايد الالتحاق بالكليات لدراسة الطب والهندسة وتراجع دراسة اللغات والفلسفة والأديان وغيرها من العلوم النظرية.

من المقارنات الصادمة أيضا لمركز بو للأبحاث Pew Research Center  بالولايات المتحدة الأمريكية تظهر أن نسبة تقبل هذا الجيل لزواج المثليين قد وصلت إلى 48% مقارنة بـ 18% فقط للجيل الصامت (من 1928 إلى 1945) وهو مؤشر شديد الخطورة و يحتاج إلى الانتباه والاستعداد لحماية أبناء هذا الجيل فى بلداننا العربية من تلك الأفكار وغيرها من الأفكار التى تتبنى مفاهيم مدمرة.