الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكايات المعجزات

«وعلّم آدم الأسماء»

المعجزة هى البرهان الذى يثبت صدق أى نبى أو رسول فى دعواه النبوة أو الرسالة، واشتقاق الكلمة يأتى من إعجاز الأمر الخارق الذى يقع على يد النبى أو الرسول ولا يتأتى لغيرهم من البشر، ولا يكتمل الإيمان بالله إلا بتصديق معجزات أنبيائه ورسله، وفى كل يوم على مدار شهر رمضان نستعرض لكم معجزات الأنبياء منذ سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.



«وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِى بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ» سورة البقرة (31)، جاءت هذه الآية برهانًا على معجزة اختص بها الله سبحانه وتعالى «أبو البشر»، سيدنا آدم عليه أفضل الصلاة والسلام.

وقال ابن عباس إن هذه الأسماء التى يتعارف بها الناس: «إنسان، ودابة وأرض وسهل، وحمار وفرس وجمل وأشبه ذلك من الأمم وغيرها.

وقال ابن كثير: والصحيح أنه علمه أسماء الذوات وأفعالها ومكبرها ومصغرها، فيما قال الربيع: «علمه أسماء الملائكة».

وذهب الرازى فى معنى الأسماء فى الآية إلى: أن المقصود بالأسماء هنا أن الله تعالى علم آدم صفات الأشياء وخصائصها، وأما بالنسبة لكلمة «الاسم» فقد تم اشتقاقه من كلمتين السمو أو السمة، فإن كان من السمو فذلك دليل على أن العلم فى الاسم موجود قبل العلم فى المسمى فكان المسمى أسمى فى الحقيقة، أما إذا كان المقصود هنا السمة، فهذا يعنى أن المراد هنا هو الصفات لهذا الاسم وخصائصها التى تدل عليها.

وقال الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله: إن الله علّم سيدنا آدم الأسماء كلها ليزاول مهمته فى الوجود مزاولة سهلة ميسورة، وهو أمر يسّر الله به على الخلق طريق التفهم لأنه لو لم توجد أسماء للمسميات لكن حينما يتكلم الإنسان عن جبل فالمفروض أن ينتقل إلى الجبل ليشير إليه، إذن فالأسماء أحضرت كل المسميات وهى فى أماكنها متصورة فى ذهن المتكلم والسامع.

وأضاف الشعراوى فى تفسيره للآية: حينما علّم الله آدم الأسماء أراد أن يخبر الملائكة أنه لم يعلمهم كل شىء، وأنهم ليس لهم علم ذاتى، وإنما هو علم موهوب لهم من الله.