الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 92

لغة الجينات 92

«خليك فى حالك» بلاش التطفل الزايد عن الحد.. ما تبقاش من أصحاب الجينات الخبيثة اللى مهتمين يعرفوا أدق تفاصيل حياة الناس.. بلاش تبقى «فضولى وحشرى» بتحاصر الناس بالأسئلة وبتدور ورا كل موقف وتصرف وعايز تعرف تفاصيل مش هتفيدك فى حاجة بالعكس هتكشف كمية الحقد والغل والسواد اللى جواك.



“الحشرى” من أصحاب الجينات الخبيثة فى الظاهر مثير للشفقة.. بيحاول يظهر أنه بيساعد الناس، بيقف جنبهم، مهموم بمشاكلهم... وفى الباطن بيعانى من اضطرابات نفسية حقيقية، عنده فراغ فى حياته ميال للسيطرة والتسلط  “فضوله بيقتله” مابيقدرش يشعر بأى سعادة من غير مايتدخل فيما لا يعنيه.. “بصاص”.. برج مراقبة  بيدور على معلومة لإرضاء نهم سيده الفضولى الأكبر.. بينقلب على أقرب الناس له وينسب كل الفضل لنفسه.. طول الوقت بيحاول يبرر مواقفه.. عامل زى الحرامى أو الخاين اللى عارف إن الناس كلها عارفه إنه حرامى خاين وهو عارف إن الناس عارفه إنه حرامى خاين.. وفى كل تفصيلة فى حياته بيحاول يدارى اللى كل الناس عارفاه.

“الحشرى” صاحب الجينات الخبيثة تطفله وفضوله بيخليه يتدخل حتى فى العلاقة بينك وبين ربنا.. ده متدين.. ده مش بيصوم.. ده حلال وده حرام.. ده صح وده غلط.. ماسك عصاية طول الوقت للناس تحت مزاعم حماية الفضيلة والأخلاق والأصول.

“صاحب الجينات الأصلية” فى حاله دائمًا.. بسيط وواضح.. لايفتش فى ضمائر الناس.. فى الظاهر صاحب الجينات الخبيثة بيشوفه  سلبى مش اجتماعى.. مش بيحب الناس وبيتفرغ لتشويه صورته.. وفى الباطن صاحب الجينات الأصلية بيشغل نفسه بنفسه.. بيقيم إنجازاته وشغله أولًا بأول.. مش مهتم بالبحث عن نقاط الضعف عند الناس.. ولا بيحب السيطرة والمظاهر الكدابة.. بيفضل يشتغل على سلبياته ويصحح أخطاءه أولًا بأول ويعيد ترتيب أحلامه وطموحاته ويرسم طريقًا لتحقيقها.

“الشيخ أبوالعينين شعيشع “ كروان دولة التلاوة “وملك الصبا”.. واحد من أصحاب الجينات الأصلية اكتشفه شخص آخر امتلك جينات أصلية هو مدير مدرسته المسيحى “منير جرجس” أول من آمن بموهبته وصوته.. ونصح والدته بأن تهبه لقراءة القرآن وتسلمه للكُتاب، فهذا هو طريقه الحقيقى فى الحياة.

“الشيخ شعيشع” فى الظاهر واحد من أهم نجوم دولة التلاوة يستقبله الملوك والرؤساء فى كل العالم الإسلامى.. وفى الباطن ظل الطفل الصغير الذى توفى والده وهو فى التاسعة من عمره، “فانكسر قلبه وخشع صوته، وظل الحزن ظاهرًا فى كل قراءاته لدرجة أن الناس لقبوه بملك “الصبا”.

 الوضوح والبساطة “ كانا منهج حياة الشيخ أبوالعينين شعيشع.. انشغل بحاله طوال الوقت لم ينشغل بغير نفسه.. قيم إنجازاته أولًا بأول كره المظاهر الكدابة وفضل البساطة والوضوح دائمًا.. فضل  الجلوس على الأرض وتناول الجبنة القديمة والعيش الناشف مع أهالى بلدته بيلا فى كفر الشيخ على الولائم التى يقيمها له كبار الأعيان...  يفضل الجلوس مع البسطاء ومصاحبة الفقراء.. يتولى رعاية أسرة فى بلدته ويتولى دفع مصاريف ابنهم حتى يتخرج فى كلية الهندسة.

“ بساطة ووضوح وطيبة” الشيخ شعيشع وضعت فى طريقه أصحاب القلوب الطيبة دائمًا ففى عام 1939م دُعى لإحياء مأتم الشيخ الخضرى وكان واحدًا من كبار العلماء ، فلما حضر الليلة وكان موجودًا بها الشيخ عبد الله عفيفى وكان شاعرًا، وإمام الملك فاروق  فى ذلك الوقت، وأعجب بصوت الشاب الصغير وأرسله بتوصية خاصة لمقابلة سعيد لطفى باشا مدير الإذاعة المصرية، و مستر فيرجسون المديرالإنجليزى، وحدد له يوم الامتحان أمام لجنة مكونة من كبار العلماء منهم: الشيخ أحمد شوريت، وإبراهيم مصطفى عميد دار العلوم، والشيخ المغربى والأستاذ مصطفى رضا مدير معهد الموسيقى، وتم قبوله والتعاقد معه ليسجل اسمه كأصغر قارئ للقرآن بالإذاعة، حيث كان يبلغ من العمر وقتها 17 سنة.

“الشيخ شعيشع” فى الظاهر صوت من السماء، لا تخطئه الإذن.. مدرسة إبداع متفردة فى دولة التلاوة، سيرة عطرة ومسيرة عامرة بإحياء الليالى القرآنية بين مصر والدول العربية... وفى الباطن ظل طوال عمره يعيش بقلب الطفل الطيب الذى فقد والده .. لم يستسلم أو يخاف من الفضوليين والمتطفلين عندما عرض عليه المشاركة فى الأفلام السينمائية بصوته من خلال تلاوة القرآن الكريم وأداء الأذان كاملًا فى كثير من مشاهد الأفلام .. وافق وكان أول ظهور له فى فيلم “النائب العام” 1946” من إخراج أحمد كامل مرسى ومن بطولة «سراج منير، مديحة يسرى، عباس فارس وزكى رستم». وقام بدور طالب أزهرى مقيم للشعائر، وبسبب هذا الدور أرسلت له مشيخة الأزهر برئاسة الشيخ مصطفى عبد الرازق خطاب شكر على دوره فى هذا الفيلم الذى أثبت فيه مدى ثقافة رجل الدين فى العصر الحديث.

وبعدها شارك فى أفلام أخرى منها فيلم «المرأة» عام 1949 وكان من بطولة أحلام، كمال الشناوى، محمد توفيق ..وفيلم «بلد المحبوب» فى عام 1951من بطولة الفنان إسماعيل يس وأيضًا فيلم «فى صحتك» عام 1955من بطولة الفنانة حورية حسن، حمدى غيث والعديد  من الأفلام الأخرى.

احذر من المتطفل الحشرى فهو يسرق روحك..واعلم أن عدم التدخل فى شئون الآخرين واجب عليك وليس كرمًا منك.. واعلم أن اللى بيربط حبل فى رقبته ألف مين يسحبه.. ركز على نفسك وشغلك.. طور مهاراتك.. اقتل عدوك بنجاحك.