الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذوق العام فى خطر

الذوق العام فى خطر

كل الشواهد والدلائل تشى بأن علة ما قد أصابت الذوق العام فى مجتمعنا ورغم جهود الحكومات المتعاقبة والحكومة الحالية لتحسين أحوال المواطن المصرى إلا ان رد الفعل لدى المواطن مخيب للأمال بدرجة خطيرة حتى انك تشعر أن المواطن فى قرارة نفسه يقاوم النظام والحداثة والنظافة احيانا!



بداية علينا أن ندرك أن الذوق العام فى مجتمعنا يتعرض الآن الى علة اصابت الحواس بآفات جرثومية لا تقل خطرا عن الأمراض العضوية فأصابت مسامعنا وصمت آذاننا بما اطلق عليه مؤخرا أغانى المهرجانات والمطربين الذين لا يجيدون سوى أداء الكلمات الهابطة التى يخجل  الانسان أن يسمعها.. 

فى الشارع عليك أن تتحمل معاناة لا تتوقف من زعيق أبواق الفيسبات والتروسيكلات والسيارات التى تضع أبواقا تحاكى صافرات الشرطة أو الحماية المدنية فضلا عن شغل الأرصفة واجبار المواطن بالسير فى نهر الشارع عرضة للحوادث والصدامات المميتة مع مختلف أنواع المركبات التى تمر بالشارع خاصة فى ساعات الذروة. 

الذوق العام يكاد أن يختفى تحت وطأة الزحام وكرنفال المارة سواء على الأرصفة أو بين البضاعة المنثورة امام المتاجر، ناهيك ان انطلاق سائقى الميكروباصات بسرعة جنونية أملا فى تسجيل أكبر عدد ممكن من النقلات للركاب غير عابئين بأية قواعد مرورية أو سلوكية يفرضها الذوق العام، وحتى فى محطات مترو الأنفاق يفتقد المواطن للذوق العام سواء عند الركوب أو النزول والتسابق للوصول إلى السلالم المتحركة قبل غيره وخاصة فى محطة العتبة للركاب القادمين من محطة عدلى منصور، والطامة الكبرى أصوات الباعة فى وسائل النقل المختلفة وأصوات تخرج من الهواتف بموسيقى صاخبة وأصوات نكرة بينما بحانبه أصوات الآذان فى غير الموعد ويبقى كرنفال أكثر قبحا فى الأزياء المختلفة بدءا مما يسمى بالعباية بمختلف أشكالها وألوانها وليس انتهاء بالبنطلونات الضيقة أو الملابس المشابهة لملابس نساء الشيعة، أما الرجال فالأزياء لا قيد عليها ولا قواعد تبدأ من الجلباب العادى وتنتهى بالملابس الباكستانية فى تنافر وقبح لا مثيل له يشى بذوق ردىء بعد أن كان دول العالم تنقل عنا أحدث الأزياء والموديلات انحدر الذوق العام إلى درجة غير مسبوقة.  لذا فإننى أرى أن الموقف الذى نحن فيه حاليا يستوجب وبشكل عاجل اطلاق  مشروع قومى أخلاقى ثقافى تتبناه النخبة المثقفة ويتم تنفيذه تحت إشراف مباشر من وزارة الثقافة باعتبارها الجهة المنوطة بالثقافة والفنون بمختلف.