الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تطهير المحتوى الرقمى 1-2

تطهير المحتوى الرقمى 1-2

المتابع لتطور محتوى شبكة الإنترنت يستطيع أن يلحظ نقطتين فى غاية الأهمية، النقطة الأولى مرتبطة بنمو المحتوى المتاح على تلك الشبكة بصورة كبيرة، والمقصود بالنموهنا هو حجم المعلومات والبيانات والمعارف المختلفة وذلك فى صورها التقليدية بالإضافة إلى الصور الرقمية الجديدة، قارن على سبيل المثال حجم المحتوى الثقافى الذى كان متاحًا فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى بالمحتوى الحالى، يسرى هذا الأمر على باقى المجالات أيضا.



النقطة الثانية المهمة أن مصدر هذا المحتوى قد اتسع أيضا، فلم يبق الحال كما كان من قبل حين كان واضعو المحتوى هم الشركات والمؤسسات القادرة على إنشاء مواقع إلكترونية - معقدة ومرتفعة تكاليف الإنشاء- فى حين أن المستخدمين العاديين لم يكن فى استطاعتهم فعل ذلك وهو أمر تراجع تدريجيًا عندما سمحت تلك المواقع بالتغذية العكسية من قبل المستخدمين لها وكذا أيضا إمكانية استضافة المحتوى الذى يقومون بإنتاجه وصولًا إلى عصر شبكات التواصل الاجتماعى والتى سمحت حرفيًا للجميع بأن يشاهد ويتلقى المحتوى وأن يقوم بإعادة نشره وخلق ونشر محتوى جديد خاص بهم.

هذه الحرية فى صناعة المحتوى ونشره قوبلت فى البداية بالعديد من المشكلات منها كيفية التعامل مع المحتوى غير المناسب أو الخاطئ وهى أمور احتاجت وما تزال تحتاج إلى المزيد من الجهد والتنظيم، فالمستخدم لتلك الشبكة يشعر بحرية تامة تماثل حريته فى التفكير والتخيل مع إمكانية إخفاء هويته بنسبة كبيرة وهوما أدى إلى العديد من المشكلات ما حدا بمواقع الاستضافة ومنظمو شبكة الإنترنت إلى وضع مجموعة من المحددات للتعرف على هوية المستخدم وأيضا سن العديد من التشريعات لتنظيم هذا الفضاء الإلكترونى.

انتقل هذا المفهوم إلى كل الأطراف المتعاملة على هذه الشبكة، أتذكر فى تلك الفترة وجود عدد من التطبيقات تقوم بتوليد أرقام بطاقات ائتمانية صالحة للاستخدام، قام مستخدموها بإجراء عمليات شراء ناجحة وهوما دفع القطاع المصرفى إلى زيادة درجات التأمين والتحقق وتشديد العمل بها.

أمر مشابه حدث فى المحتوى المصور الذى بدأ منفتحًا ومفتوحًا على مصراعيه فانتشرت مواقع تحتوى على مشاهد جنسية للأطفال والحيوانات وأيضا مشاهد لجثث بشرية فى حوادث بشعة أو من داخل المشرحة وخلافه.

غدا نكمل