الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإنسان عدو البيئة

الإنسان عدو البيئة

الخلل البيئى الذى تعيشه الكرة الأرضية خلال السنوات الماضية من حرارة قاسية أو برودة لدرجة الصقيع ينذر بجفاف ودمار أكثر من نصف الأراضى الرطبة حول العالم، ويهدّد الكثير من أشكال الحياة النباتية والحيوانية بما فيها الطيور والأسماك التى كانت تعتبر هذه الأراضى بمثابة مأوى لها؛ لذا فإنّ الخلل فى العديد من الأنظمة البيئية قد يؤثّر سلبًا على الإنسان الذى يعتمد كليّاً على البيئة كمصدر للغذاء والدخل من صيد الأسماك، والسياحة، إذ تزداد الحاجة للمياه العذبة مع مرور الوقت بازدياد عدد السكان والنمو الصناعي، فحتّى منسوب الماء الذى يعود من خلال دورة المياه الطبيعية إلى الأرض، لا  يعود إلى نفس البقعة الجغرافية، أو بالجودة أو الكمية نفسها؛ لذا فإنّ الحفاظ على الماء يقى من مشكلة الجفاف فى المستقبل وعدم الحفاظ على الماء يؤدّى فى النهاية إلى عدم توفر مخزون كاف منه، والذى بدوره يؤدّى إلى ارتفاع تكلفته، ونشوء الخلافات السياسية، فضلًا عن المشكلات الصحية الخطيرة، وغيرها فالتقليل من استهلاك الماء يُقلّل من الطاقة اللازمة لمعالجتها وإيصالها إلى المنازل، والشركات، والمزارع، والمجتمعات، والخلل البيئى بالتأكيد تسبب فيه الإنسان نفسه بسلوكياته الخاطئة وأنانيته أحيانًا إضافة إلى أن التقدم الصناعى أدى كثيرًا إلى اختلال النظام البيئى من خلال الانبعاثات الكربونية الناتجة من المصانع التى قد تصرف مياهها الملوثة فى الأنهار أو حتى البحار فتسبب هلاك الكثير من الأحياء المائية والإفراط فى استخدام المياه لا يقتصر على المسابح، ومنتجعات الاستجمام، وحقول الجولف فقط، حيث  تعتمد الكثير من الأنشطة على مصادر الماء العذبة كريّ الحدائق، والأشجار، وحقول المزروعات، والخضروات، والتى تزيد من جمال الطبيعة، بالإضافة إلى تنظيف السيارات، وملء النوافير العامة، والذى قد يؤدّى استهلاك الماء إلى خسارتها كلّها.



وتعتمد معظم المرافق والخدمات اعتمادًا كليًّا على الماء، مثل محطات إطفاء الحرائق، والمستشفيات، ومحطات الوقود، وخدمات التنظيف، والنوادى الصحية، والصالات الرياضية، والمطاعم، وغيرها الكثير؛ لذا فإنّ توفير الماء سيضمن استمراريّتها و يُمكن الحدّ من استهلاك الماء داخل المنزل وخارجه. 

كالتقليل من مدّة الاستحمام، وتركيب أدوات ترشيد استهلاك الماء، والاكتفاء بملء نصف حوض الاستحمام، إغلاق صنبور الماء أثناء تنظيف الأسنان، إغلاق الصنبور عند غسل الملابس يدويًا أو عند غسل الخضراوات، زراعة المحاصيل التى تتحمّل الجفاف ولا تحتاج كميات كبيرة من الماء. استخدام المكنسة لإبعاد الأوساخ عن الرصيف والحديقة بدلاً من استخدام خرطوم الماء، والاستغناء عن الخرطوم عند غسل السيارة، التحقّق من عدم لعب الأطفال بخرطوم الماء وعدم وجود أيّ تسريب فيه، ورش نشارة الخشب على التربة كى تحتفظ التربة بالماء.