الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معالجات نفسية - الشخصية النرجسية

معالجات نفسية - الشخصية النرجسية

للأسف الشديد لم نتعمق فى فهم الشخصية النرجسية بالقدر الكافى، أغلبنا لديه فكرة عن الشخص النرجسى بأنه الشخص المحب لنفسه الأنانى الذى يرغب فى لفت الانتباه طوال الوقت فقط.



والحقيقة أن الصفات السابقة قد تكون متداخلة مع أمراض نفسية أخرى ولكن فى الحقيقة فالأمر أكثر خطورة من مجرد هذه الصفات البسيطة نوعا ما مقارنة بما يقوم به الشخص النرجسى بالفعل.

أعجب الآراء التى قرأتها عن الشخصية النرجسية أنه تقريبا لا شفاء لها لا بالعقاقير ولا بالعلاج السلوكى وأن النرجسى ينكر طوال الوقت أنه مخطئ أو أنه يحتاج الى العلاج إلا فى حالتين فقط اولهما: إحساسه بأنه قد يفقد مكتسبًا من مال أو منصب لو لم يرضخ للعلاج وثانيهما: أن يكون رفضه للجوء الى العلاج سببا فى ضياع فرصة لمكتسب ما، أى أن الشخص النرجسى يلجأ للعلاج ليس لاعترافه بوجود مشكلة ولكن لكى لا يفقد مكتسبا حصل عليه أو لكى لا يمنع رفضه للعلاج من الحصول على مكتسب جديد، باختصار لا يوجد حل للشخصية النرجسية إلا أن يتركها الآخرون لتبقى معزولة أو لتذهب للبحث عن ضحايا آخرين.

أما عن بعض من سمات الشخصية النرجسية فهى شعور مبالغ فيه بالأهمية وتضخم الإحساس بالذات كما أنهم يشعرون بأحقيتهم فى التميز عن غيرهم وأن عدم حدوث ذلك هو ظلم بين ولذلك يحتاجون طوال الوقت أن يكونوا محط إعجاب باستمرار ولذلك يحتكرون الحديث الذى يدور أغلبه عنهم وحول إنجازاتهم الحقيقية أو المتخلقة وهم مخولون طوال الوقت بأوهام النجاح والقوة والتألق.

أكبرعيوبهم وأشهرها على الإطلاق هو استغلال الآخرين للحصول على ما يريدون والمقصود بالآخرين هنا الجميع بداية من الأب والأم والزوج أو الزوجة انتقالا الى الابناء والأهل ثم الأقارب والأصدقاء وصولا إلى أى شخص لا يعرفونه إلا لأن تلك المعرفة ستدر عليهم نفعا،  أى أن الجميع مجرد مراحل وأدوات لتحقيق أهدافهم وعليه فإن التعاطف مع الآخرين لا يكون موجودا ولا الامتنان لما يقومون به بل على العكس فإن لهجة ونغمة اللوم والإحساس بالظلم يستخدمونها طوال الوقت لابتزاز الآخرين ثم لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتخطاه إلى تشويه صورة من قام بمساعدتهم واتهامه بالتقصير.

أما عن أسباب اضطراب الشخصية النرجسية فتتوقف على البيئة وعدم التوافق بين الأبناء والآباء وما يستتبعه من انتقاد مستمر لسلوكيات الآباء هذا بالإضافة إلى العوامل الوراثية.

تنتهى تلك الشخصية النرجسية الى تعقيدات فى العلاقات واللجوء أحيانا إلى علاقات شاذة  غير مقبولة اجتماعيا وإلى مشكلات فى العمل والدراسة  كما قد تتطور الى أعراض لأمراض بدنية أو اكتئاب وقلق وتعاطى للكحوليات والمخدرات وأحيانا تفضى إلى الانتحار ولذا فمن الضرورى مراقبة الأبناء ومحاولة الاتجاه إلى الطبيب النفسى لتلقى العلاج مبكرا قدر الإمكان.