الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشوربة ساقعة

الشوربة ساقعة

دائمًا ما يكون شهر رمضان فرصة ممتازة للتجمعات العائلية أو لتجمع الأصدقاء، بالطبع يكون هذا التجمع على إحدى الوجبتين الرئيسيتين-الإفطار والسحور- وهو أمر ليس بجديد سواء أكان هذا التجمع فى المنزل أو فى مطعم أو أى قاعة للطعام، والناس فى هذا الأمر يختلفون فمنهم من يرفض تناول وجبة الإفطار أو وجبة السحور خارج المنزل فى حين يقبل البعض الآخر تناول وجبة الإفطار فقط على أن تكون وجبة السحور بالمنزل وعلى الجانب الآخر نجد البعض الذين لايرغبون فى تناول أى وجبة بالمنزل على الإطلاق.



وبين هؤلاء وهؤلاء نجد العديد من المواقف الطريفة- والمتكررة أيضا- فنادرًا ما تستمع إلى تجربة الإفطار بأحد المطاعم إلا وتجد عددًا من الاكليشيهات المتكررة منها تأخر تقديم الطعام عن الموعد-ربما يصل الأمر أحيانا الى البدء فى طعام الإفطار مع أذان العشاء -كما نجد شكوى متكررة بخصوص الشوربة بأنها كانت باردة جدًا كما أن اللحم لم يكن طازجًا والحلويات كانت سيئة، ثم تأتى المرحلة التالية - ربما تأتى فى اليوم التالى- بخصوص مافعله طعام الإفطار بالجهاز الهضمى من حموضة ومغص وإسهال، مع وعود قاطعة بعدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى وهو ما لا يحدث فى أغلب الأحوال.

أما بالنسبة لطعام السحور فالأمر أكثر خطورة، بالرغم من أن طعام السحور يكون فى الغالب بسيطًا مقارنة بطعام الإفطار إلا أن الإشكالية تكمن فى أن هذا الأمر برمته يجب أن ينتهى فبل أذان الفجر، فأى تأخير فى تقديم أى صنف من تلك الأصناف فى المطعم قد يهدد الوجبة كلها بالفشل، حدث فى إحدى المرات أن تم تقديم كل الأطباق الممتلئة بالفول والطعمية وغيرهما من مستلزمات ومتطلبات السحور، إلا أن تأخر الخبز أكثر من ثلث ساعة أفسد الشهية وأثار حالة من التوتر والاستياء، ناهيك عن تأخر المشروبات الساخنة الى ما قبل أذان الفجر بدقائق، ثم يكون عليك أن تعود إلى منزلك لتتأهب للذهاب إلى العمل بمزاج معتل ورأس بلا نوم.

بالطبع الأنماط السابقة ليست دائمة الحدوث وليست قدرًا لا يمكن تغييره، ففى بعض الأحيان

يأتى الطعام فى التوقيت المناسب ويكون الحساء ساخنًا كما أن الجهاز الهضمى يبقى بخير فى الأيام التالية. أما أن تتناول تلك الوجبات بالمنزل فإنك بذلك ستكون المسيطر والمتحكم فى كل تلك التفاصيل كما تستطيع أن تستمتع بالليالى الرمضانية بين هاتين الوجبتين بدون إزعاج أو توتر.