الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الهرى الرمضانى

الهرى الرمضانى

الأصل فى شهر رمضان أنه هو الشهر الذى أنزل فيه القرآن ويقوم فيه المسلمون بأداء فريضة الصوم وتكثيف باقى العبادات وتنقية المعاملات لوجه الله الكريم وهى أمور لا خلاف عليها وهى التى تعطى هذا الشهر رونقا خاصا وإحساسا روحانيا لا يتوفر فى باقى الشهور.



ولأن الترفيه مهم ومطلوب حتى لا تسأم النفس من استمرار الحياة على وتيرة واحدة فإن حلقات الذكر والإنشاد كانت تكثر فى هذا الشهر، هذا قبل عصر الإذاعة والذى نقل هذا الترفيه إلى المنازل مباشرة، تلاه عصر التلفاز ثم عصر القنوات الفضائية وصولا إلى عصر الشبكات والمنصات الإعلامية.

هذا الانتشار وهذه التفاعلية أسهمت أيضا فى تواصل الناس مع الشيوخ للرد على الأسئلة أو للحصول على فتاوى تهمهم، ولكن نستطيع أن نرصد مجموعة من الظواهر المتكررة فى كل شهر رمضان يمر علينا، بداية من فتاوى المفطرات من الأدوية والحقن وبخاخات الصدر ثم فتاوى عن جواز الصيام بلا صلاة وحكم المجاهر بالإفطار بعذر أو بدون... إلخ.

ننتقل إلى فترة التلفاز بعد الإفطار مباشرة فنجد العديد من الإعلانات المكررة لشركات الاتصالات وعدد من مصانع الأجهزة المنزلية والملابس الداخلية أيضا ويكون النقاش محتدما حول تكلفة الإعلان أو أسماء النجوم أو مدى حلاوة أو نشاز الأغنية والعزف المصاحب لها، كل ذلك بلا أدنى اهتمام بالمنتج محل الإعلان.

ينتقل الهرى إلى برامج المقالب وهل هى مفبركة أم تلقائية ثم برامج المسابقات المتنوعة المكررة، ثم نأتى إلى قمة العمل الدرامى التليفزيونى وهى المسلسلات التى تمتد فى الغالب بطول الشهر كله، وباستثناء عدد قليل من المسلسلات التى تحمل معنى أو تؤرخ لفترة زمنية عصيبة ، فإن أغلب المسلسلات تتحدث عن البلطجة والعنف والجريمة والخيانة مع استخدام تقنيات تصوير وأسلوب حديث نراه كثيرا فى الأعمال الأمريكية مما يفقد أغلب تلك الأعمال اللمسة المصرية، يسرى ذلك أيضا على ملامح الابطال وكم  عمليات التجميل التى يقومون بها نساء ورجال مما يجعلنا أحيانا نطالب المخرج بأن يكتب على شريط متحرك كشريط الأخبار اسم الممثل فى المشهد الذى يقوم به.

يمتد الهرى أيضا إلى التساؤل عن عدم إنتاج مسلسل تاريخى مثلما كان الحال فى الماضى أو عدم وجود فوازير رئيسية، ينطلق الهرى إلى آفاق ارحب من خلال تصوير فواتير طعام الإفطار أو السحور والتندر على أسماء الوجبات أو أسعارها، مع السؤال السخيف المكرر “صايم ولا زى كل سنة؟”.

كل عام وحضراتكم طيبين وبخير وإلى اللقاء العام القادم لنبدأ الهرى من أوله مرة أخرى.