حكايات المعجزات
مُلك سليمان

المعجزة هى البرهان الذى يثبت صدق أى نبى أو رسول فى دعواه النبوة أو الرسالة، واشتقاق الكلمة يأتى من إعجاز الأمر الخارق الذى يقع على يد النبى أو الرسول ولا يتأتى لغيرهم من البشر، ولا يكتمل الإيمان بالله إلا بتصديق معجزات أنبيائه ورسله، وفى كل يوم على مدار شهر رمضان نستعرض لكم معجزات الأنبياء منذ سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.
سيدنا سليمان بن دواد عليه السلام أحد أنبياء نبى إسرائيل منحه الله نعم عديدة حيث علّمه لغة القطط والطير والرياح وعديد من الكائنات وهى هبة لم يمنحها الله لكثيرا من أنبيائه ناهيك عن كونه نبيا ملكا حيث جمع الله له الملك والنبوة وهى منح تدل على علو مقام هذا النبى عليه وعلى نبينا أعظم الصلوات والتسليمات.
قال الله تعالى: «وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين»، وقال ابن كثير: أى ورثه فى النبوة والملك وليس المراد ورثه فى المال، لأنه قد كان له بنون غيره فما كان ليخص بالمال دونهم.
خصّ الله سبحانه وتعالى نبيه سليمان بتسخير الجن له، حيث قال تعالى كما جاء على لسان سليمان عليه السلام: «رب هب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب»، فكانت خاصة له.
وآتى الله –عز وجل- سليمان كل ما يحتاج الملك إليه من الآلات والجنود والجيوش والجماعات من الجن والإنس والطيور والوحوش والشياطين السارحات.
سخّرَ الله لسُليْمان -عليه السلام- الرّياح، فكانت الرّياح تَسير وتتَحرّك بأمرِه حيثُ يَشاء، مُستمرةً فى طاعتِها لسليمان -عليه السلام- طيلةَ فترةِ حياتِه، ومن صفات هذه الرّياح أنّها قويّة شديدة، لكن فى شدّتِها النفع وليس الضَرر، وكانت الرّياح تتميّز بالسّرعة الفائقة، فالمسافةُ التى يقطعُها النّاس فى شهريْن تقطعُها الرّياح فى يومٍ واحد، حتّى ولو كانتْ حُمولتُها ثقيلةً.
كما كانَ سيّدنا سُليْمان -عليه السلام- يأمرُ الرّياحَ أنْ تسوقَ الماء إلى الجهة التى يريد، وتقوم بتحريك السحاب وتوجيه السفن، قال -تعالى-: (ولسليمان الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ)، وقال - تعالى-: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ).