الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكايات المعجزات

ولادة المسيح

المعجزة هى البرهان الذى يثبت صدق أى نبى أو رسول فى دعواه النبوة أو الرسالة، واشتقاق الكلمة يأتى من إعجاز الأمر الخارق الذى يقع على يد النبى أو الرسول ولا يتأتى لغيرهم من البشر، ولا يكتمل الإيمان بالله إلا بتصديق معجزات أنبيائه ورسله، وفى كل يوم على مدار شهر رمضان نستعرض لكم معجزات الأنبياء منذ سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.



عيسى ابنُ مريمَ -عليه السلام- هو أحد أُولى العزم من الرسل، دعا قومَه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وهو كلمةُ اللهِ ألقاها إلى مريم، ورُوحٌ منه، وُلِدَ من غير أبٍ؛ كما خُلِقَ آدمُ من غير أبٍ ولا أُم.

نشأت مريم عند زكريا -عليهما السّلام-، فقد كفلها وأمّن لها ما تحتاجه من الرّعاية، والطعام، والشراب، والمكان الذى تتعبّد فيه إلى ربّها.

قال الله تعالى: «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا* فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا* قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا* قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا* قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا* قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَى هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا* فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا* فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا* فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا».

فسر «ابن كثير» تلك الآيات البينات بقوله: «انتبذت» أى انفردت وحدها شرقى المسجد الأقصى إذ بعث الله إليها جبريل عليه السلام فتمثل لها بشرا سويًا، فلما رأته «قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا».

عقب ميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام ظهرت أمور عجيبة تعظيمًا لشأن هذا المولود ولما سيكون من أمره فى المستقبل من جعله رسولا يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى وحده وإلى الشرع القويم الذى أنزل عليه.

فقد روى أنه لما ولد نبى الله ورسوله عيسى ابن مريم عليهما السلام أصبحت الأصنام التى كانت تعبد من دون الله فى زمان ولادته بكل أرض مقلوبة منكوسة على رؤوسها ففزعت الشياطين وراعها فلم يدروا ما سبب ذلك، فساروا عند ذلك مسرعين حتى جاءوا إبليس اللعين فأخبروه بذلك، فطار إبليس فمر بالمكان الذى ولد فيه عيسى عليه السلام، فلما رأى الملائكة محدقين بذلك المكان علم أن ذلك الحدث بسبب ولادة ذلك المولود، فأراد إبليس اللعين أن يأتيه فلم تمكنه الملائكة من الدنو منه.