الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دا عماد مأكد لى

دا عماد مأكد لى

إفيه شهير فى فيلم «الرهينة» بطولة أحمد عز وياسمين عبدالعزيز والراحل محمد شرف الذى كان يقوم بدور «عماد»، انتشر هذا الإفيه وأصبح يستخدم فى مواقف كثيرة أشهرها عندما يشعر المتحدث بأنه قد وقع نتيجة خديعة ما حيث يبدأ فى التساؤل عن كيف يحدث له هذا بالرغم من أن «عماد مأكد له».



من أخبار الأحوال الشخصية المرتبطة بهذا الإفيه، الدعابة التى حاولت عروس جديدة أن تضفى بها جوًا من البهجة حيث واجهت زوجها فى الأسبوع الأول من الزواج بأن لديها معلومات مؤكدة على أنه متزوج بأخريات ولما حاول الزوج الإنكار، ألقت زوجته بالإفيه قائلة: “إزاى دا عماد مأكد لى”  ظنًا منها أنه سيضحك ويعلم أنها تمزح معه.

 إلا أنها فوجئت به يتهمها بأخلاقها وأنها على علاقة بصديقه عماد، ونشبت بينهما مشادات كلامية انتهت بطردها خارج الشقة ما دفعها لطلب الطلاق إلا أن الزوج رفض إلا بعد أن يتم تعويضه عن الخيانة ما دفع الزوجة إلى اللجوء للخلع.

عماد مأكد لى وربما يكون عماد هو كل شخص تحدث إلينا خاصة فى سنوات العمر الأولى وأعطانا نصائح أو معلومات كاذبة وصدقناه ببساطة لأننا لم نكن نستوعب أن يستطيع أحد أن يكذب بكل هذه الثقة والبجاحة.

مواقف وحكم وأمثال وقواعد أخرى للحياة تعتبر من سنن الحياة الواجبة النفاذ والتحقيق، إلا أن تأخير حدوثها قد يدفعنا إلى الاعتقاد بأن “عماد” هو الذى أكد لنا عليها.

رأيت بعض المحبطين يقولون: “عماد مأكد لى” أن من جد وجد ومن زرع حصد، أو أن “عماد مأكد لى” أن الكدب مالوش رجلين، أو أن “ عماد مأكد لى” أن الخير ينتصر فى النهاية...إلخ. والحقيقة أن “عماد” محق فيما قال ولكن طبيعة الإنسان المتعجلة غير الصبورة هى التى قد تدفعه إلى التشكيك فى تلك القواعد الراسخة أو إثارة نقاشات جدلية لا تنتهى حولها وهو ما يدفعنا إلى ضرورة ترك تلك القواعد وترك عماد وما قاله واللجوء إلى الله عز وجل، فما قاله وأشار إليه وما بينه أنبياءه وفسروه لا يمكن أن ننظر إليه بأى نوع من أنوع التشكيك أو الريبة أو التزيد ومحاولات التعديل، فكما قال وكرر الشيخ الشعراوى كثيرا بأن الله الخالق أنزل منهج الحياة والاستخدام تمامًا مثلما يقوم المهندس بعمل كتالوج وتعليمات التشغيل للمنتجات التى قام بتصنيعها.