الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
متى تكذب الآلة؟

متى تكذب الآلة؟

ليالى الشتاء قارصة البرودة التى انتهت منذ أيام قليلة أوجبت ضرورة التأكد من درجة حرارة الماء المندفع من صنبور الاستحمام، يتم هذا من خلال قراءة درجة الحرارة التى تظهرها شاشة السخان، إجراء نقوم به بمنتهى التلقائية والبساطة، قبل عدة أيام أثناء قيامى بقراءة درجة الحرارة خطر ببالى خاطر مخيف، ماذا لوكذبت علينا الآلات؟، ماذا سيحدث فى حالة أن تشير شاشة السخان إلى أن درجة حرارة الماء قد أصبحت 30 ولكنها فى الحقيقة 90  أو العكس؟.



لم يحدث من قبل أن شككنا فيما تخبرنا به الآلات، بداية من نتائج الآلة الحاسبة مرورا ببرامج الحاسب الآلى وصولا إلى كل الأجهزة الإلكترونية وإنترنت الأشياء، على سبيل المثال لم يحدث من قبل أن قمت باستخدام أحد محرحات البحث للبحث عن موضوع ما أوقمت بالبحث عن فيلم سينمائى لتشاهده وكانت النتيجة أن قامت الآلة بخداعك وأتت لك بنتيجة مغايرة أوفيلم مختلف.

الثقة فى الآلة موضوع لا جدال حوله فهو أمر لم يكن مطروحا للنقاش من قبل  ولم يكن متصورا، الخطورة تكمن فى أنه مع ازدياد كم الكذب والنفاق بين البشر فإن الملجأ والملاذ سيكون إلى من يستطيع ان يقدم الصدق والوفاء بلا حدود وبدون أدنى شك فى نواياه وهنا أقصد الكذب والآلة.

أما عن تقنيات الذكاء الاصطناعى خاصة تلك المستخدمة فى تشكيل حوار بين الإنسان والآلة فإن الأمر يحتاج الى مراجعة لمفهوم الثقة Trust  بصورة اكثر اتساعا ففى بعض الأحيان يكون النقاش أوالحوار بين الإنسان واحد برامج الذكاء الاصطناعى مثل الـChatbot يحتاج ليس فقط الى الرد على الأسئلة المباشرة بل قد يتسع الإطار ليشمل أنماط مختلفة من المفاوضات والمباريات العقلية وهوما قد يفرض نوعا من الدهاء أو الكذب أحيانا. هذا الأمر يحتم على مطورى تلك الأنظمة الانتباه الى الأطر التى سيتم فيها اعتماد عدم الصدق أو عدم الصراحة فى تلك الأنظمة وكذا أيضا مراعاة الفروق والاختلافات بين الثقافات المختلفة وإلى أى مدى سيتم التمادى فى هذا النوع من الإضافات على الأنظمة الفنية، هل سيكتفى باستخدامها فقط فى بعض التطبيقات الحوارية أولأغراض التفاوض والاستجواب وعدد محدود من تطبيقات الحروب السيبرانية أم سيتطور الأمر ويصبح عدم الصدق جزءًا أصيلًا فى تلك الأنظمة وعليه يحتاج الإنسان إلى التحقيق والتحقق فى كل ما يتعلق بعلاقته مع الآلة؟