الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الاصطناعى وصناعة السينما

الذكاء الاصطناعى وصناعة السينما

أحد أهم وأشهر الأفلام السينمائية التى انتجت مؤخرًا وتحديدًا فى نهاية عام 2019 فيلم يحمل اسم «الأيرلندى» أو The Irishman بطولة روبرت دى نيرو وآل باتشينو وجو بيشى وإخراج مارتن سكورسيزى وهو مأخوذ عن كتاب بعنوان «سمعت أنك تطلى المنازل» والمقصود بطلاء المنازل هنا أن البطل يقوم بعمليات قتل من خلال تصويب المسدس إلى رأس الضحية وهو ما يجعل حائط الغرفة يغطى بالدم.



وبدون الدخول فى تفاصيل الأحداث فالعمل جدير بالمشاهدة خاصة لعشاق هؤلاء النجوم الكبار ولعشاق فترة أحداث الفيلم (1949-2000) ولكن الملحوظة الأولى هى طول مدة الفيلم ( 209 دقائق) أى حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة أى ضعف زمن أفلام هذه الأيام.

الملحوظة الثانية تتعلق بنجوم الفيلم الثلاثة ذوى الأصول الإيطالية وأن أعمارهم وقت صدور الفيلم كانت 79 عامًا بالنسبة لال باتشينو و76 عامًا لكلٍ من روبرت دينيرو وجو بيتشى وهو ما قد شكل عائقا فى تمثيل مشاهد قديمة يجب نظريا أن يبدو كل منه ما قبل 30 عامًا عما هو فى الواقع.

هنا نجد عددًا من اللقاءات لمخرج الفيلم ونجومه الثلاثة وكذا أيضا عددًا من المتخصصين فى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى لتعديل الصورة وتحسينها، فيتحدث المخرج عن أن الأساليب القديمة من استخدام فلاتر وزوايا تصوير أو حتى الكثير من مساحيق الماكياج لم تعد مجدية، وأن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى والتى تم من خلالها أخذ عدد كبير جدا من لقطات الأفلام السابقة للنجوم الثلاثة وأيضا أخذ لقطات لهم حاليا يتم فيها عمل كل تعبيرات الوجه الممكنة ومن ثم أمكنه من خلال ثلاث مجموعات من الكاميرات بكل مجموعة ثلاث عدسات، أن يقوم بتصوير مشاهد الفيلم، ثم من خلال إدخالها إلى برنامج متقدم لتعديل الصور المتحركة والثابتة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى ومخزون الصور ومقاطع الفيديو السابقة أن يتم الخروج بشكل النجوم الثلاثة كما شاهدناه على الشاشة.

تحدث المخرج أيضا عن كيفية التعود على الإخراج من خلال تسع عدسات ومعاناة النجوم مع هذا النظام الجديد لكى يستطيع أن يندمج ويبدع وفى نفس الوقت يستطيع تجنب النظر إلى أى من العدسات التسع.

يبقى شىء آخر بعيدًا عن التكنولوجيا وهو قدرة المخرج على تنبيه النجوم الكبار على أن تبدو طريقة كلامهم وحركاتهم مناسبة للأعمار الصغيرة التى تظهر على الشاشة فالأجسام يجب أن تكون مشدودة والحركة سريعة ونبرة الصوت حماسية وسريعة  وهو ما أجادوه باقتدار.

بقى أن نقول إن تلك التجربة الرائدة ستفتح المجال نحو سينما المستقبل التى لا حدود أو عوائق تمنع الإبداع من أن ينطلق إلى أبعد الحدود والآفاق.