الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معالجات نفسية- الإنكار

معالجات نفسية- الإنكار

عندما يتعرض الإنسان إلى صدمة أو كارثة أو خبر سيئ كان تظهر نتائج التحاليل الطبية ويتضح اصابته بمرض خطير فإن “الإنكار” يكون دائما هو رد الفعل الأولى والتلقائى، لا أنا لست مصابا بهذا المرض، التحاليل غير دقيقة، كثيرا ما يحدث هذا، يجب اعادة إجراء الفحوصات فى معمل آخر أو يقول بتصرف آخر حيث ينكر الأمر برمته ويقرر ألا يقوم بإعادة اجراء التحاليل أو زيادة الطبيب مرة أخرى ويتجاهل الأمر تماما.



بعد مرحلة الانكار تأتى مرحلة “الغضب” وهى تشمل على الكثير من المشاعر تتمركز حول سؤال واحد “لماذا أنا؟” حيث يكرر هذا السؤال ويقارن نفسه بالاصحاء ويزداد غضبا وحنقا، ينتقل بعد ذلك إلى مرحلة الاكتئاب ثم فى النهاية يصل إلى مرحلة القبول ومن ثم العودة للبحث عن حلول للعلاج والتعافى.

الدورة السابقة هى الدورة الطبيعية التى يمر بها الشخص السوى ولكن للأسف يتوقف البعض عند مرحلة الإنكار فعلى سبيل المثال أن قمت بمواجهة صديق بما يفعله من نقائص واثام فإنه يثور وينكر أنه يقوم بها ثم يبدأ فى القيام بها بكثرة وبصورة أكثر علانية كأنما يريد أن يبرئ نفسه من تلك المعصية عن طريق الاستمرار فيها والاحتماء بها معتقدا أن إصراره عليها سيحولها إلى أمر عادى ويبدأ فى ألقاء التهم على من كشفه أو نصحه وربما يتهمه بنفس التهمة ومع ذلك يستمر فى فعلها.

نرى ذلك كثيرا فالمختلس يستمر فى الاختلاس ويدعو فى صلاته على المختلسين والسارقين ويتهم الآخرين بأنهم يفعلون ذلك  وينكر أنه يقوم بنفس الفعل ويصنع لنفسه فقاعة من الإنكار يعيش داخلها ويستمر فى الاختلاس وربما يزيد من هذا الفعل.

الإنكار يكون أيضا فى أمور واضحة للجميع وليست أمور خفية يتم الكشف عنها السرقة والخيانة، بل قد تكون فى أمور واضحة كطول القامة أو قصرها، وهنا يحاول الشخص المحتمى بالإنكار أن يردد عبارات تريحه نفسيا وتشكل غلاف لعقله وشعوره ويحيا داخلها سعيدا مطمئنا، تماما مثلما فعل الفنان عبدالمنعم مدبولى فى فيلم  “مطاردة غرامية” حيث كان يلعب دور طبيب نفسي اتاه أحد المرضى قصار القامة يشكو من قصر قامته وأن هذا يسبب له آلاما نفسية لا يحتملها، فما كان من الدكتور إلا أن نصحه بأن يردد الجملة التالية طوال الوقت “أنا مش قصير قزعة... أنا طويل واهبل”.