فرق سرعات
ماذا سيحدث إن قمنا بربط سيارة مع طائرة أوصاروخ ثم انطلق الاثنان معا؟، النتيجة ستكون كارثية على السيارة فيما لن تتأثر الطائرة تقريبًا، ربما لن تحس أصلا بأن سيارة قد تحركت معها فى منافسة أوسباق.
فما بال إن حاول الإنسان بقدراته المحدودة أن يسابق الطائرة أوحتى أن يسابق السيارة؟ النتيجة معلومة ولا تحتاج إلى توضيح، ولا يقتصر الأمر فقط على مقارنة القدرات البشرية بقدرات الآلة بس قد نصل إلى أن نقارن قدرات البشر بقدرات باقى الكائنات الحية، فعلى سبيل المثال فإن حشرة البرغوث تستطيع أن تقفز 150 مرة من طولها الذى يبلغ 2.5 ملى متر، فإذا حاول الإنسان المنافسة فإنه يتعين عليه أن يستطيع القفز لمسافة 300 متر. خاصية أخرى مثل “الاجترار” وهى قدرة بعض الحيوانات وأشهرها الإبل على الأكل على خطوتين وليس كالبشر الذين يأكلون الطعام بخطوة واحدة. ويقصد بالخطوتين أنه يتم أكل الطعام ووضعه فى المعدة ومن ثم إرجاعه إلى الفم مرة أخرى ليتم بلعه. الحيوانات المجترة غالباً ما يكون لها معدة أمامية تتكون من أربع حجرات لهضم الطعام، وبالرغم من فهمنا لأسلوب الاجترار إلا أن هذه الأسلوب لا يسطتيع أن يطبقه البشر.
الأمثلة كثيرة جدا فيما يتعلق ببعض القدرات وأحيانا السرعات التى لا يستطيع الإنسان المنافسة فيها، منها على سبيل المثال سرعة الحواسب الآلية وشبكات المعلومات، فنجد أن سرعة الحاسب فى معالجة البيانات وتخزينها واسترجاعها أكبر بكثير جدا من قدرات العقل البشرى فعلى سبيل المثال فيما يخص معالجة البيانات فإن المعالج المركزى بجهاز الحاسب يكون أسرع 10 ملايين مرة من العقل البشرى وذلك على مستوى استخراج معلومة يقوم الإنسان بالتفكير فيها وليس على مستوى قدرة وسرعة الموصلات العصبية فى الدماغ تلك التى تتحدث بعض التجارب إلى أنها أسرع أربع مرات من المعالجات الموجودة بالأجهزة، أما سعة التخزين للعقل البشرى والتى تقدر بواحد بيتابايت 1Peta Byte أى ألف تيرا بايت، وهوحجم وإن كان كبيرا إلا أنه لا يقارن بالنسبة لأحجام التخزين فى الحواسب الجديدة أوالحواسب السحابية، والأمر المشابه يحدث فى الذاكرة Memory أيضا.
كل هذا مقبول ومعروف ولا جديد فيه ولكن المشكلة الحقيقية هوأننا نحاول أن نتجاوب مع الأجهزة والشبكات ومعدلات تدفق البيانات والمعلومات والأخبار والمواد المكتوبة والمسموعة والمرئية بسرعة كبيرة، بالطبع لن نستطيع مهما أوتينا من طاقة أن نصل إلى معدلات الآلة ولكننا فى الحقيقة نقوم بالتفاعل مع كل تلك المتغيرات بسرعات وبمعدلات أكبر بكثير من قدرات عقولنا المحدودة وهو ما يؤثر تأثيرًا كبيرًا على زيادة حالات التشويش والتوتر والانزعاج وغيرها من الحالات العقلية Mind States التى تصيبنا يقينا ولكن مع إضافة عامل الإدمان Addiction إلى تلك المنظومة نجد أننا لا نتوقف ولا ننتبه بل بالعكس نحن نقوم بزيادة الجرعة يومًا بعد يوم وهوما يدفعنا سريعًا نحوحافة الانهيار.