الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأمل والتفاؤل

الأمل والتفاؤل

التفاؤل  يولد الأمل والحياة بدون أمل مستحيلة ومع الأمل تصبح  الحياة مثيرة ورائعة فالعلاقة بين الأمل والتفاؤل علاقة أزليّة ، والتفاؤل شرطٌ للأمل، والأمل مرتبط بالتفاؤل، فنحن عندما نتفاءل بحدوث أمر ما فلأنّ الأمل موجود، فإذا غاب الأملُ صار التفاؤل لا فائدة منه، فالفرق بين الأمل والتفاؤل يفصله خيطٌ دقيق؛ إذ كثيرًا ما يُخلَط بين المفهومين، فالأمل هو الظنّ الحسَنُ بأنّ ما سيأتى هو خيرٌ بإذن الله، ومن هنا يأتى التفاؤل بأنّ الأملَ ما يزال موجودًا، فإذا كان أملنا ضعيفًا كان التفاؤل أضعف، وإن كان الأمل كبيرًا كان التفاؤل كبيرًا جدًّا. لذا فقد كان التفاؤل فى الإسلام سُنّة عن رسول الله  -صلّى الله عليه وسلّم-، بينما كان التشاؤم منبوذًا، وقد وصف النبى -صلّى الله عليه وسلّم- التطيّر بأنّه شركٌ بالله تعالى، 



وهنا تحضرنى قصّة  قرأتها ذات يوم ، كان بطل هذه القصة شابًا لديه أخ أكبر منه، كان هذا الأخ الأكبر يتعثّر فى حياته كثيرًا، فأرسله والده لدراسة فرع فى الجامعة مُرغمًا، فذهب إلى الجامعة التى كانت فى أجمل مدينة فى الوطن، ولكنّه قد ذهب ذهاب المُرغم المفروض عليه مالايحبه ويتقبله مرغمًا فلم يرَ شيئًا من جمال المدينة، ولم يحبَّ ذلك الفرع، فكان يرسب ووالده يعاقبه، وكان الأخ الأكبر يحكى لأخيه الأصغر عن سوء حال تلك المدينة والدراسة بالجامعة، فصار الأخ الأصغر  يتبنّى رؤية أخيه وصار يكره هذه  الأماكن، سيطر التشاؤم على حال الأخ الأصغر الذى كان مِن المُقرّر أن يذهب إلى نفس  المدينة ويدرس فيها، وتحطّمت آماله وطموحاته وتصدع  جدار مستقبله الضعيف أصلًا والذى لم يكتمل بعد، ولكن حدثَ أمرٌ جعل حياة الأخ الأصغر تنقلب رأسًا على عقب، فذات مرة ذهب عمّ الأخوين فى تجارة إلى تلك المدينة، وقرّر أن يأخذ الأخ الأصغر معه فى نزهة إلى تلك المدينة، وعندما وصلا رأى الأخ الصغير أنّ المدينة جميلة وليست كما وصفها أخوه، وجامعتها تكاد تكون أعجوبة من أعاجيب تلك البلاد، فعندها علِمَ أنّ كره أخيه للفرع الجامعى الذى يدرسه هو ما جعله يرى المدينة وكأنّ السواد يلفّها من أطرافها كافّة. عندها عاد الأمل إلى قلب الأخ الصغير، واجتهد ودرس وسافر إلى نفس المدينة ودرس فيها وتخرّج فى جامعتها، وعلِمَ أنّ الحياة هى تصوير النفس للواقع من حولها، فلو بقى الأخ مُتشائمًا لما استطاع الدراسة ولكان مصيره الإخفاق، ولكنّه حينما آمنَ بنفسه وأخذ عن الحياة تصوّرًا خاصًّا به صار الأمل فى قلبه عاليًا واستطاع بذلك أن يبنى لنفسه مستقبلًا مشرقًا.