تأثير مانديلا
لاحظت الباحثة فيونا بروم أثناء حضورها أحد المؤتمرات فى عام ٢٠١٠ أن عددًا كبيرًا من الحضور يعتقد أن الزعيم نيلسون مانديلا قد توفى فى المعتقل فى منتصف الثمانينيات وأنهم بالفعل قد شاهدوا أجزاء من جنازته وكلمة التأبين التى ألقتها زوجته بهذه المناسبة والحقيقة أن شيئًا من هذا لم يحدث فالزعيم مانديلا تم إطلاق سراحه فى عام ١٩٩٠ ليصبح بعدها رئيسا لجنوب إفريقيا وأن وفاته كانت فى عام ٢٠١٣.
أطلقت الباحثة مصطلح «تأثير مانديلا» على أى معلومات خاطئة متداولة بصورة جماعية أو الأصح أنها مجرد ذكريات جماعية خاطئة.
أما عن أسباب حدوث هذا التأثير أى تغيير ذكريات المجتمع تجاه حدث أو شخصية ما فهى أسباب عديدة منها بالطبع انتشار أخبار مغلوطة وشائعات بعد انتهاء الحدث نفسه وتكرارها بصورة كبيرة عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية مع عدم الاهتمام بتوثيق الحدث الرئيسى وإظهاره بنفس القوة ومعدلات البث مما يؤدى فى النهاية إلى تكوين تلك الذكريات الخاطئة و طمس الحقيقة بصورة شبه كاملة.
اعتقد أن مسلسل الاختيار جاء فى موعده تمامًا ليعيد تذكير الجميع بما حدث فى تلك السنوات الصعبة ويعيد إلى الأذهان أجواء تلك الفترة، اعرف أن البعض يعتبر أن ما جاء بالمسلسل ليس بالجديد وأن كل ما به من أحداث معلوم لديه حتى الجزء الخاص بالتسريبات، سواء لأنه قد سمع عما دار فى تلك الجلسات أو لأنه يعلم أسلوب عمل جماعة الشر وأسلوب عمل أجهزة ومؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة المصرية. ولكن على الجانب الآخر نجد البعض قد صرح بأنه كان بالفعل يحتاج إلى التذكرة بما حدث كما أن البعض الآخر قد أصيب بصدمة عندما شاهد التسريبات وتأكد من كم الزيف الذى اتسمت به أحاديث هؤلاء الأفراد وأيضا مدى صرامة وشجاعة حديث المشير طنطاوى والرئيس السيسى فى وجه تلك المناورات والمراوغات.
يأتى هذا ردًا على من يعتقد أن المسلسل تمت صناعته لتمجيد الرئيس وقادة الجيش والحقيقة أن الأمر مرتبط بمحو أى احتمال لحدوث تأثير مانديلا فى هذا الموضوع الحساس والمصيرى لمصر وللمنطقة العربية كلها.
