صف تالت
عائدا الى المنزل بعد سهرة لطيفة، مستكشفا الطريق الدائرى بعد التوسعات الجديدة والكبارى العرضية التى تمت إقامتها عليه، لا أستطيع أن أخفى انبهارى بهذا العمل الجبار فى هذا الوقت القصير، الكبارى التى تم إنشاؤها تم التخطيط لموقعها بعناية فائقة، تشعر أن من قام بهذا التخطيط من سكان تلك المناطق بالفعل ويشعر بالارتياح إلى وجودها وفى تلك الأماكن بالذات، هذا هو لسان حال رجل الشارع، الذى لا يستطيع أن يخفى إعجابه بسرعة إضافة تلك المحاور والكبارى الى الخدمة، فلا حاجة إلى الانتظار حتى يتم عمل احتفالية للافتتاح، تمر ليلا فتجد العمل مستمرًا وفى الصباح تجده قد انتهى وبدأت السيارات فى الحركة على الطريق ومع هذا الانبهار ومع تلك الخواطر يأتى صوت السيدة أم كلثوم من المذياع ليزيد الموقف بهجة واسترخاء، لم تكن الساعة قد جاوزت التاسعة مساءً، فجأة وجدت سيارة نقل ركاب -ميكروباص- فى منتصف الطريق، انتبهت من بين أفكارى وصوت ام كلثوم فوجدت هذا الميكروباص متوقفًا بالفعل، فى البداية خشيته يسير ببطء ولكن تبين أنه متوقف تماما، نظرت الى يمينه فوجدت ميكروباص ثانيًا وبجواره ميكروباص ثالث ملاصق لجانب الطريق، الثلاث سيارات تقوم بتنزيل وتحميل عدد من الركاب، انحرفت سريعا الى اليسار لكى اتخطى هذا المشهد العبثى، بعد عدة كيلو مترات عدت الى الأفكاروالموسيقى والألحان الحالمة، للأسف تكرر المشهد مرة أخرى، ثم لم يلبث أن تكرر مرة ثالثة بعد عدة كيلومترات أخري.
هنا بدأت فى التفكير فى كم الحوادث التى نجوت منها بتفادى تلك التجمعات، ازداد عمق التفكير الى انواع تلك الحوادث وعدد المصابين والضحايا، ثم عدد سنوات السجن التى ساقضيها قضاء لتلك العقوبة، ثم انتبهت بعد ذلك إلى ضرورة وجود حل ما للقضاء على تلك الظاهرة، فتلك الجهود الجبارة لزيادة عدد الحارات وجودة الطريق وإنارتها وغيرها من الإضافات هدفها الأساسى توسيع شرايين شبكة الطرق لزيادة السيولة ومعدلات الحركة والنقل للأفراد والبضائع وهى جهود لا يجب أن يقل تأثيرها نتيجة وجود تلك «الجلطات» بالشرايين الرئيسية عدت الى المنزل حامدا الله على السلامة ومتأكدا من أن هذا الوضع لن يستمر إن شاء الله.