الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
باى باى اليكسا

باى باى اليكسا

فى عام 1996 أى قبل 26 عاما من الآن تم إنشاء شركة نحن عنوان «اليكسا Alexa» تقوم تلك الشركة بمراقبة استخدام المواقع الالكترونية وإعداد تقارير إجمالية وكذا أيضا تقارير تفصيلية عن ترتيب المواقع وعدد الزيارات والزوار خلال فترة زمنية محددة ومع تزايد انتشار المواقع الالكترونية فى تلك الفترة زادت أسهم الشركة وزاع صيتها مما دفع شركة أمازون Amazon لشرائها عام 1999 بما يعادل 250 مليون دولار.



ولكى لا تختلط الأمور والمسميات فإن شركة أمازون قد أطلقت خدمة أخرى بنفس الاسم «اليكسا» عبارة عن مساعد شخصى للتحكم فى الحاسب الآلى وبعض الأجهزة المنزلية من خلال إعطاء أوامر صوتية وإنشاء نقاشات بين الإنسان والآلة التى بالطبع اطلق عليها اسم «اليكسا» والتى انطلقت فى عام 2014.

فى نهاية العام الماضى-2021- أعلنت شركة أمازون عن أن خدمات إليكسا لتحليل زيارات المواقع الالكترونية ستتوقف فى الأول من مايو 2022 بعد نحو 25 عاما من الانطلاق والعمل بكفاءة حيث لن يسمح بعمل حسابات جديدة أو الاشتراك فى الخدمة كما أن البيانات التاريخية سيتم محوها أيضا.

بالشىء الغريب أن هذا التصريح لم يصحبه أى تبرير-ولو شكلى- عن أسباب توقف هذه الخدمة التى ربما لا يهتم بها الجيل الحالى كثيرا مثلما كنا نهتم بها فى الماضى، حيث كان أحد أهم معايير نجاح أى موقع الكترونى هو حصوله على ترتيب متقدم طبقا لتصنيف إليكسا ضمن باقى المواقع الالكترونية سواء على المستوى العالمى أو داخل الدولة وبصفة عامة أو ضمن المواقع المثيلة أو التى تقدم محتوى مشابها.

أتذكر كيف كان تقرير إليكسا مهما فى تحليل المواقع المصرية ضمن أعمال متابعة الأداء والتخطيط لتحسين جودة المواقع وزيادة عدد الزيارات والزائرين ومن ثم تحسين ترتيبها على المستويات المختلفة، أتذكر أيضا كيف تراجع هذا الاهتمام بعد أن تغلغلت وتوغلت شبكات التواصل الاجتماعى بصورة وصلت إلى أن المواقع الالكترونية الأصلية للعديد من الجهات والهيئات والشركات ومنظمات المجتمع المدنى قد أصبحت غير ذات أهمية مقارنة بصفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعى أو وجود تطبيقات متخصصة Mobile App  على الهواتف الذكية، وصولا أحيانا إلى عدم الانتباه أو الانزعاج إذا ما حدث انقطاع أو توقف للموقع الالكترونى طالما بقيت تلك الصفحات تعمل وهو توجه عالمى ربما يكون هو السبب فى تراجع الاهتمام بتقارير إليكسا وهو ما أدى فى النهاية إلى قرار الإيقاف، وهو ما لا يسعنى فى نهاية تلك المدة الا أن أقول لها باي باي إليكسا لقد ساعدتينا كثيرا ولكنه عصر المعلومات الذى يعتمد التغيير الدراماتيكى والسريع كأحد أهم ثوابته.