الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمل «فاتن حربى»

أمل «فاتن حربى»

رغم الهجوم والمعارضة والانتقاد الذى يبعد تمام البعد عن وصفه بـ”البناء”، الذى تعرض له مسلسل “فاتن أمل حربى” ووصف الفنانة نيلى كريم بأنها اعتادت على تزويد جرعة النكد فى مسلسلاتها، بينما يريد الجمهور عمل درامى “يفرفشه” ويُنسيه همومه وضغوطه اليومية التى يتعرض لها، لكنى تابعت بشغف واهتمام شديدين مسلسل “فاتن أمل حربى” دون الخوض مع الخائضين، ربما لأنه لا يمس تجربة مشابهة مررت بها وتعرض لبعض المعاناة التى تعرضت لها فاتن خلال أحداث المسلسل، ولكن لأن العمل يمثل ملايين السيدات ويعرض حكايات أكثر رحمة من تلك التى تعرضن لها فى الواقع فالواقع بالفعل أشد ألمًا وقساوة.



“فاتن أمل حربى” لا اعتبره مجرد مسلسل “نكد” قًصد صناعه أن ينكدوا على الجمهور فى شهر رمضان كما يروج البعض بهتانًا وزورًا، بقدر ما اعتبره هو الأمل، وطوق النجاة، هو إحدى أدوات القوة الناعمة الذى نجح وبجدارة فى أن يضع يد المجتمع على الجرح الغائر الذى تعانى منه ملايين السيدات، جرح حاولت منظمات نسائية عدة أن تسلط الضوء عليه لكى يتم تضميده وعلاجه، جرح نتج عنه نزيف مستمر يسكن فى قلب وعقل كل مطلقة تجد أشد أنواع التعنت والقهر والظلم من طليقها الذى تنقح عليه ذكوريته العمياء فى أن يجعلها تأتى له “راكعة نادمة ذليلة” فيُعرض عن الإنفاق على الأبناء وكأنهم غرباء، أو يقرر نقلهم إلى مدرسة لا تقدم القدر المقبول من التعليم الذى يأمله كل فرد لأبنائه، هذا بخلاف الشقة التى ينقل ملكيتها لأخر وهناك من تقع فى فخ “القايمة” فلا تستطيع الحصول على خشبة واحدة من جهازها فى حين تكون دفعت “دم قلب” أسرتها فى أثاث يستولى عليه الرجل نكاية وكيد فى طليقته، ألم يعلم بأن حساب الله شديد!

“فاتن أمل حربى” هى قصة “سارة” التى كان يريد زوجها أن يستولى على سيارتها وحسابها البنكى وعندما رفضت ضربها وطردها بملابس النوم لتبدأ رحلة طويلة فى الحصول على الطلاق ورحلة شبيهة للحصول على النفقة ورحلة ثالثة لكى يدفع مصاريف المدرسة، وما أكثر الرحلات من هذا النوع، هى قصة “رنا” التى تزوجت دون كتابة “قايمة” أعمالًا بالمثل القائل “احنا بنشترى راجل” وفى النهاية ماذا فعل هذا الرجل سوى أنه تزوج على عفشها من أخرى ورفض أن يطلقها حتى لجأت للخلع، لتبدأ رحلات شبيهة بتلك التى خاضتها سارة، “فاتن أمل حربى” هو قصة “آية” التى كانت تذهب بابنها “على” إلى أحد مراكز الشباب تنفيذًا لقضية الرؤية التى رفعها طليقها، وبالطبع من حقه أن يرى ابنه ولو لبضع ساعات أسبوعيًا، ولكنه غافلها ذات مرة وخرج بالولد دون رجعة أو بمعنى أدق “خطفه” حتى يحرق قلبها عليه إذلالًا وانتقامًا كى تعود له، ووسط هذه القصة المأساوية يخرج من يتركون أساس الموضوع ويمسكون فى الفرعيات ليقولوا “وهل يخطف الأب ابنه”، لكننى أقول لهم وهل من حق الأب أن يأخذ الابن عنده دون أن تعرف له الأم طريق، فعن أى شرع تتحدثون. تشهد مصر حالة طلاق كل دقيقتين وفقًا للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وتجد فى كل بيت مصرى حالة طلاق واحدة على الأقل وكان “فاتن أمل حربى” بمثابة طوق النجاة وبارقة أمل نحو تغيير قوانين كثيرة عفا عليها الزمن لم تشهد تغييرا ًمنذ عشرات السنين، وجاء حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الإعلامية عزة مصطفى مهدىء ومسكن أثلج الصدور للتحرك لإعداد قانون أحوال شخصية متوازن يحقق العدالة للجميع، فنأمل حقًا أن يحقق المسلسل ما نجح فى تحقيقه فيلم “أريد حلًا” لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، من تغيير للقانون، ولن نفقد الأمل.