الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبوالهزل

أبوالهزل

كأى مواطن مصرى ينام ليلًا ويستيقظ صباحًا فيكون ثالث شىء يفعله عند الاستيقاظ بعد فتح العينين وإخماد صوت جرس الهاتف أن تتسلل أنامله لفتح تطبيق الفيسبوك وهى عادة صباحية ربما تكون أكثر ضرارا من التدخين على الريق أو شرب فنجان من القهوة قبل تناول وجبة الإفطار.



ولأن الفيسبوك غير مرتب دائما-وهذا جزء من طبيعته- فإنك أحيانا قد تجد البعض يعلق على موضوع لا تعرفه أصلا حيث يكون عليك استنتاج الموضوع من التعليقات والتى قد تتأرجح بين الهجوم والقبول وبين السخرية والاستهزاء أو أخذها على محمل الجد، وهى عملية شاقة تستطيع أن تقطعها بمجرد طرحك لسؤال على صفحتك أو على أى تعليق من هذا التعليقات تقول فيه وببساطة “هو إيه الموضوع؟”وهى الطريقة الأسرع والتى لم تفشل أبدا فخلال ثوان أو دقائق ستجد عددًا من الأصدقاء أو أصدقاء الأصدقاء أو الغرباء من المتطوعين سيقومون بشرح الأمر لك مع إعطائك عددا من الروابط توجهك إلى الخبر الأصلى وإلى مقاطع فيديو له وكذا أيضا تعليقات المتابعين، للأسف الكثير منا تأخذه العزة بالأثم فيستمر فى إنهاك ذهنه فى محاولات الاستنتاج أو تقليب الصفحات عله يصل إلى أصل الموضوع بمفرده.

خبر اليوم العجيب كان ببساطة مرتبطا بأبى الهول، ذلك التمثال الكبير القابع أمام أهرامات الجيزة الثلاثة، لم يكن الخبر مرتبطا باحتفالية ستقام بالقرب منه أو وجود نسخة اخرى منه داخل الميتافيرس تم بيعها بنظام الـNFT  نظير ملايين الدولارات ولم يكن الخبر أيضا عن قيام دولة من دول العالم بعمل مجسم بنفس الشكل والحجم واستخدامه كمزار محلى والاستغناء عن زيارة المعلم الأصلى ولم يكن الخبر مرتبطا بتصدع-لا سمح الله-فى أجزاء من التمثال وارتفاع دعوات الحاجة إلى ترميمه.

كل ما سبق من توقعات قد تكون منطقية نوعا ما ولكن قد نختلف على احتمالية كل منها وفى الحقيقة أن الخبر جاء من منطقة مختلفة تماما،لا أريد أن أصفها بإنها منطقة الدخان الأزرق أو منطقة الضلالات السمعية والبصرية ولكن دعونا نقول إنها أتت من منطقة الاستظراف شديدة البؤس، فالخبر يتحدث عن أن أبوالهول قد أغمض عينيه، المشكلة ليست فى هذا الاستظراف المقيت ولكن المشكلة كانت فى التناول له على شبكات التواصل الاجتماعى بداية من الاستهجان والنفى وصولا إلى التصديق، مر ذلك بمراحل من الفلسفة بأن هذا يعبر عن حال الناس بعد انتهاء شهر رمضان وعدم انتظام النوم لدى الكثير من المواطنين حتى الآن وصولًا إلى محاولة البعض رؤية الأمر على صورة فرصة لتنشيط السياحة واستخدام الخبر كوسيلة لذلك.

وفى تقديرى أننا وصلنا إلى مرحلة من الهزل يجب فيها بالفعل الانتباه وإلا فإن العواقب النفسية والعقلية ستكون وخيمة.... ربنا يستر.