الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وسط تحذيرات روسية

ستوكهولم تقرر الانضمام للناتو

كما كان متوقعًا وبعد حسم جارتها الإسكندنافية، فنلندا، قرارها بالتقدم بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى (الناتو)، قررت السويد هى الأخرى التقدم بطلب مماثل، كما صرحت بذلك، رئيسة الوزراء السويدية، ماجدالينا أندرسون.



وقبل هذا الإعلان الحكومى الرسمى، كان الحزب الاشتراكى الديمقراطى الحاكم فى السويد قد وافق على ترشح البلاد لعضوية الناتو، الأمر الذى عده مراقبون بمثابة الضوء الأخضر لبدء الحكومة السويدية بإجراءات طلب عضوية الناتو.

ويعنى هذا التطور اللافت تخلى كل من فنلندا والسويد بشكل رسمى عن مبدأ الحياد الذى لطالما التزمتا به، وسيعكس تحولا جيوسياسيا دراماتيكيا فى الشطر الشمالى من أوروبا، والذى لطالما تميزت بلدانه عامة بالنأى بالنفس عن التجاذبات الحادة بين روسيا وحلف الناتو، لا سيما خلال سنوات الحرب الباردة، وهو ما قد يقود لزيادة التوتر فى العلاقات الروسية الأطلسية، وفتح جبهة مواجهة جديدة بين الطرفين يكون مسرحها الشمال الأوروبى هذه المرة.

وتوالت ردود الفعل الروسية على اعتزام فنلندا والسويد التقدم بطلب عضوية حلف الناتو، إذ قال الكرملين إن قرار هلسنكى وستوكهولم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى، لن يؤدى إلى تحسين الأمن فى أوروبا، وذلك على لسان المتحدث باسمه، ديمترى بيسكوف، الذى قال: «لسنا مقتنعين بأن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسى سيعزز بطريقة ما أو يحسن الهيكليات الأمنية فى قارتنا».

وأضاف: «هذه قضية خطيرة وتثير قلقنا، وسنتابع بعناية شديدة ما ستكون عليه نتائج انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو من الناحية العملية، فيما يتعلق بأمننا الذى يجب ضمانه بطريقة غير مشروطة على الإطلاق».

وكشفت وزارة الخارجية الروسية أنه بعد انضمام السويد إلى الناتو، ستضطر موسكو للرد بخطوات عسكرية تقنية، موضحة أن الإجراءات سترتبط باحتمالات نشر الحلف أسلحة هجومية على الأراضى السويدية.

وأكدت الخارجية الروسية فى بيان أن: «روسيا ستضطر لاتخاذ خطوات جوابية، سواء عسكرية تقنية أو غيرها، من أجل وقف التهديدات لأمنها القومى التى ستنشأ فى هذا الصدد».

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن انضمام الدولتين المتوقع قد لا يحدث فارقاً كبيراً.

وأضاف الوزير الروسى فى تصريح صحفى أمس، أن فنلندا والسويد تشاركان منذ وقت طويل فى التدريبات العسكرية لحلف الناتو، إضافة إلى دول محايدة أخرى، والحلف يضع أراضيهما فى حسبانه عندما يخطط لتوسعات عسكرية شرقا، لذا فإن انضمامهما لن يحدث فرقاً.

ورأى أن حسابات الحلف لن تتغير كثيراً فى حال انضمام الدولتين، معتقداً ألا تحدث تلك الخطوة فارقاً كبيراً.

فى سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية أن الرئيس الأمريكى جو بايدن سيستضيف زعماء السويد وفنلندا فى البيت الأبيض لعقد اجتماع، يوم الخميس القادم.

ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية «AFP»، سيستضيف بايدن رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، والرئيس الفنلندى سولى نينيستو، فى البيت الأبيض يوم الخميس، وسط سعيهما للانضمام إلى الناتو على إثر الحرب فى أوكرانيا.

وقال البيت الأبيض إنهم سيناقشون طلبات البلدين للانضمام إلى تحالف الدفاع المشترك، وكذلك الأمن الأوروبى على نطاق واسع.

وحظيت طلبات «الدول المحايدة منذ فترة طويلة»، بالانضمام إلى الناتو بالثناء على نطاق واسع داخل الحلف، على الرغم من أن تركيا أبدت تحفظات.

ومن المقرر أن يعقد الاجتماع قبل أن يغادر بايدن واشنطن فى رحلة تستغرق أربعة أيام إلى كوريا الجنوبية واليابان.

وكان وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف، قد أشار فى وقت سابق أمس، إلى أن حلف الناتو قد يسعى للتحرك شرقا من خلال أراضى فنلندا والسويد. 

وقال لافروف: «ستعرف موسكو أى بقعة من أراضى السويد وفنلندا سيستخدمها الناتو، وبناءً على ذلك، سوف نستخلص النتائج».

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، الثلاثاء، دعمها لتسريع مسار عضوية فنلندا والسويد فى حلف الناتو.

وكشفت أنها تبحث مع تركيا المعترضة أساسًا على الموضوع، بعض المسائل العالقة بشأن تلك الخطوة.

كما أعربت وزيرة الخارجية الألمانية، عن ثقتها بنيل السويد وفنلندا العضوية بوقت قريب جدا، مؤكدة أن بلادها ستقدّم ضمانات خلال فترة انتظارهما.

وحول العملية العسكرية الروسية، قال نائب وزير الخارجية الروسى أندريه رودنكو، أمس، إنه لا توجد مفاوضات حالياً بين روسيا وأوكرانيا.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن رودنكو «لا، المفاوضات غير مستمرة. أوكرانيا انسحبت عملياً من التفاوض».

وأكد أنه لا توجد مفاوضات «بأى شكل من الأشكال» مع كييف.

فى المقابل، بينما تعهّدت كييف باستمرار العمل حتى إجلاء آخر جندى محاصر فى مصنع آزوفستال للصلب بمدينة ماريوبول، مؤكدة انتهاء مهمة الدفاع القتالية هناك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن 256 جنديا أوكرانيا استسلموا خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأضافت فى بيان، أن من بين المستسلمين هناك 51 مصاباً بجروح خطيرة، ألقوا أسلحتهم واستسلموا.

من جانبه، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أكد أنه ستتم معاملة المستسلمين فى آزوفستال وفق المعايير الدولية.