الناس مش حلوين بـ«الفلتر»

كما أن الضحك عدوى تعزز من الصحة العامة للأفراد، فإن الكآبة والنكد عدوى أكبر تنتشر بسرعة النار فى الهشيم، وتسبب الإحباط وبعض الأمراض النفسية كالاكتئاب، ونحن كبشر عندما نجد من حولنا يضحك فنصاب بهذه العدوى ونضحك فنشعر بمشاعر إيجابية عظيمة، ولكن ماذا لو وجدت كل من حولك يبكى متعمدًا بمحض إرادته، ليس لأنه يمر بمشكلة كبيرة أو محنة عظيمة أو ابتلاء شديد، ولكنه قرر أن يبكى على سبيل الفكاهة والتقليد الأعمى لأى ترند يظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فما هذا الجنون وأى عقل يسمح لنا أن نحول حياتنا لجحيم بأيدينا التى سيأكلها الدود.

اعتاد كثيرون على  الظهور عبر تيك توك وفيس بوك وإنستجرام باستخدام «الفلتر الباكي» فى الكثير من الفيديوهات، ويعتمد هذا الفلتر البائس على إظهار الأشخاص وهم فى حالة حزن وهم يذرفون الدموع تعبيرًا عن الحزن، وما جعل الأمر ينتشر بسرعة هو استخدام عدد من المشاهير الخاصية الجديدة ونشرها عبر منصاتهم الرسمية.

التقنية الجديدة هى عبارة عن فلتر مستخدم أثناء التصوير سواء بالفيديو أو الصور يحمل اسم Crying Filter On Tiktok، كما تم إتاحتها من قبل عبر تطبيق الصور «سناب شات»، والذى من شأنه يظهر البعض وكأنهم يبكون حتى يقومون بخداع أصدقائهم.

إذا كانت التقنية الجديدة تنطوى على قليل من الفوائد كما يرى البعض كالتنفيس الاجتماعى والتخلص من الضغوط النفسية وتلقى الدعم، لكنى أرى أن هذا التطبيق مضر للصحة النفسية وبالتالى الجسدية، إذ يزيد من جرعة الكآبة والإحباط والدخول فى نوبات حزن والشعور بالوحدة النفسية، علاوة على تقليل القدرة على مواجهة الأزمات. 

أما عن تهافت الكثير من الأشخاص على استخدام التقنية المرتبطة بالظهور بالحزن، فهو يندرج تحت بند تقليد كل ما هو جديد والجرى وراء جنون الترند وصخبه من أجل ركوبه حباً فى الظهور والشهرة وخطف الأضواء فى زمن السوشيال الميديا، ويحضرنى هنا كلمات أغنية ألفها صديق لى تقول «الناس حلوين بالفلتر وأنا ليه مش شكلى جميل» فى تكهم لطيف منه على كثرة استخدام الفلاتر فى التصوير حتى أنك تدخل فى صدمة حقيقية عندما تجد صاحب الصورة على الحقيقة دون فلتر وكأنه شخص أخر لا يمت لمن يقف أمامك بصلة، ولكنى أقول لصاحب الأغنية «عذراً يا صديقى فالناس «وحشين» و»بشعين» بالفلتر ويكادوا يخلوا من أى مظهر للجمال الذى بثه الله فى أشكالهم وأرواحهم، والحقيقة أجمل وأوقع وكفوا عن التصوير بالفلتر الباكى وابتسموا فإن تبسمك فى وجه أخيك صدقة.