الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مناديل تواليت

مناديل تواليت

وقت الفراغ سلاح خطير بالفعل، لا يقل خطورة عن التكنولوجيا الننوية التى يمكن أن يتم استخدامها فى توليد الطاقة أو فى فناء الكرة الأرضية والاختيار لك.



خلال الإجازة الماضية استمعت عرضا إلى مجموعة من المناقشات التى أن اطلقت عليها لفظ «مناقشات تافهة» فإن على التفاهة نفسها الاعتراض، أحد تلك النقاشات كان حول علامة الصلاة أو ما يطلق عليها «زبيبة الصلاة» وأسباب ظهورها وهل هى مرض جلدى أم حبس للدم داخل خلايا الجلد وما هى أسباب ظهورها وما هو الوزن المطلوب للمصلى وعدد الركعات اللازمة لها ثم لماذا لا نراها إلا فى مصر فقط ولا نكاد نشعر بوجودها فى المصلين الذين ينتمون إلى أى دولة أخرى، استمعت إلى هذه المناقشة الممتدة وأنا انتقل بين مشاعر الدهشة والاستغراب والاشمئزاز واليأس والغضب وغيرها، كوكتيل مشاعر غريبة من الصعب أن يشعر بها الإنسان بهذا التوالى وفى هذه الفترة الزمنية القصيرة ولكن استقر فى يقينى أن البعض يعانى من مشكلة كبيرة مرتبطة بالإحساس بقيمة الوقت وقيمة الحياة ودوره فيها بصورة عامة.

بعد فترة طويلة قام فيها الحضور باستعراض مهاراتهم فى تفنيد وتقسيم وسرد هذا الموضوع وتحليله إلى عناصره الأولية ساد الصمت للحظات تمنيت فيها أن ننتقل إلى موضوع مهم أو ننصرف كل إلى حال سبيله ولكن شيئا من هذا لم يحدث، حيث انبرى أحد الحضور بسؤال آخر شعر أنه لا يقل المعية وجاذبية عن السؤال السابق حيث تحدث قائلا: «لماذا مناديل التواليت بيضاء اللون؟» وفى الحقيقة فإننا ومع تواجدنا فى عالم كورونا وما بعدها والأزمة الناشئة عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا وغيرهما من الموضوعات الأكثر أهمية لم أجد أمامى من فعل رشيد سوى الاستئذان بالانصراف.

للأسف الشديد ولأن كل ما نمر به ونتعرض له ونسمعه يوميا لا يضيع، بل يتم تخزينه فى العقل اللاواعى شئنا أم أبينا فإن هذا السؤال الذى لم أستطع الانتظار لأسمع إجابته قد طفا على السطح صباح اليوم وهو ما حاولت مقاومته ونسيانه بلا جدوى مما دفعنى لأن أتجه إلى شبكة الإنترنت للبحث عن إجابة وخاصة أنى مازلت أتذكر أن ألوان تلك المناديل فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى كانت متنوعة فمنها الأبيض بالفعل ولكنى مازلت أتذكر اللون الأحمر والأخضر... إلخ.

جاءت الإجابة بالفعل أن الألوان كانت متعددة منذ خمسينيات القرن الماضى ربما حتى منتصف الثمانينيات عندما قل إنتاجها كثيرا إلى أن توقف تماما بداية من عام 2014 وذلك لأسباب عدة منها أن دورات المياه نفسها انتقل لونها إلى اللون الأبيض فقط ليس كما كان الحال فى الفترات ما قبل السبعينيات كما أن بعض المراكز الطبية اعترضت على صبغ المناديل بتلك الألوان على اعتبار أنها قد تلحق الضرر بجلد الإنسان وبشرته كما أن الأصباغ بصفة عامة لها تأثيرات سلبية على البيئة.

بعض المواقع الأخرى تناولت عودة المناديل الملونة تلوينا خفيفا ليتم وضعها فى نهاية العلبة لتعطى إشارة إلى قرب انتهاء العبوة، شكرا مرة أخرى لشبكة الإنترنت التى تمتلئ بكل ما هو مهم وتافه وتقدم المعلومة لمن يطلبها بدون سخرية أو تذمر.