الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كلام الإدارة وإدارة الكلام

كلام الإدارة وإدارة الكلام

أعادت مداخلات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى يوم السبت الماضى التركيز على نقاط أساسية وحاكمة، ليس فقط فى هذا المشروع العملاق ولكن فى باقى المشروعات وربما هوتأكيد على الأسلوب الأمثل للحياة.



هذا ليس مبالغة فالقضية الأساسية فى الحياة هى “الإدارة”، على إطلاقها، كيف ندير أعمالنا وأنشطتنا وكيف ندير علاقاتنا المهنية والأسرية والاجتماعية وكيف ندير أجسادنا وعقولنا أيضًا.

المداخلات اشتملت على قضية فى غاية الأهمية ألا وهى “النقد”، أى أن تجلس واضعًا رجلًا على رجل ثم تبدأ فى انتقاد كل ما تراه حولك، والحقيقة أن هذه الطريقة ناجحة جدا وفى غاية السهولة فكما يقول الكاتب الأمريكى الشهير والأب الروحى لعلوم التنمية البشرية ديل كارنيجى “أى أحمق يمكنه أن ينتقد ويدين ويشتكى، ومعظم الحمقى يفعلون ذلك” وعليه فإن التحدى يكون فى إيجاد حلول واقعية قابلة للقياس محددة بزمن تنفيذ ومنهجية واضحة وتكلفة محددة ومخرجات واضحة يمكن قياسها وبالطبع قبل هذا وذاك أن تكون الغاية التى سيتم من أجلها البدء فى هذا المشروع واضحة بجلاء.

نقطة أخرى فى غاية الأهمية هى ما أطلق عليه لفظ “السياقات” أى أخذ الموضوع أحيانا خارج السياق الأصلى الذى تم فى إطاره ومن أجل غاياته ووضعه فى سياقات أخرى مضللة لتحقيق أغراض غير بريئة، كما أن السياق يشمل أيضا اعتبار الصورة الكلية للتخطيط وانتقاء المشروعات وتنفيذها والانتباه إلى عامل الوقت شديد الأهمية وشديد الخطورة أيضًا في تخطط لتنفيذه والانتهاء منه فى المستقبل لا بد من أن يضع شكل المستقبل فى الحسبان وليس فقط محددات الحاضر فقط والمثال على ذلك التخطيط وضعنا فى الاعتبار معدل الزيادة السكانية السنوية.

الكلام عن الإدارة لا ينتهى ولكنه بالرغم من تشعبه إلا أنه يدور فى فلك المنطق والقياس، القضية الأخرى شديدة الأهمية هى إدارة الكلام، أى كيف يتم اختيار السياق والترتيب المتسلسل اللازم لتوضيح الأفكار والإشراك فى الوصول إلى فهم مشترك وتوحيد للفكر، على أن يكون ذلك مدعوما دائما بالبيانات والإحصائيات الدقيقة والمحدثة فلغة نادرًا ما تكذب.