عواجيز الفرح.. و«مشروع مستقبل مصر»!
وجدت ضالتى حين تذكرت قوله جل وعلا:
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة٣٢)
فقد أنقذتنى هذه الآية الكريمة من الولوج إلى طريق التصدى باستخدام وابل من اللوم والعتاب ــ وربما الكلمات الجافة الجارحة ــ لأشباه البشر ـ الموجودين فى كل زمانٍ ومكان ــ الذين وصفهم المولى عز وجل بـ “الكافرين”؛ وهم الذين “ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ...”. وأسعفتنى وأثلجت صدرى ؛ لأننى وجدت فى معانيها الرائعة خير تعبير عن وصف هؤلاء المارقين الحاقدين الموتورين من مجموعة “عواجيز الفرح” الذين “لا يعجبهم العجب.. ولا الصيام فى رجب “؛ وتعبير “عواجيز الفرح” هو التعبير الذى أطلقه الحس الشعبى على ثلة من النساء العجائز والرجال الكهول أو الشيوخ، الذين ما أن يجتمعوا فى أحد الأفراح إلا وقاموا بإطلاق ألسنتهم “ اللى زى المبرد” بكل الانتقادات اللاذعة بداية من العروس والعريس وأهليهما.. إضافة إلى المعازيم وملابسهم والطعام المقدم حتى ولو كان قادمًا بالطائرة توًا من أفخم المطاعم بباريس! ولينعم الجميع بالمزيد ــ بالبلدى من “التقطيم والتلقيح” ولا عجب فى هذا.. فهُم الطائفة الموجودة فى كل زمانٍ ومكان بطول خريطة العالم وعرضها !
وهؤلاء هم الذين قاموا بالتهكُّم على بعض الكلمات التى وردت على لسان الرئيس السيسى فى الاحتفال بافتتاح مشروع “مستقبل مصر” للإنتاج الزراعى.. حين راح فى أسلوبٍ سلسٍ وسهل وبسيط ــ للوصول إلى أذهان العامة والبسطاء من أفراد الشعب ــ يستعرض الأزمات التى من المتوقع للإنسان أن يواجهها فى معركته مع الحياة وضرب مثلاً بحصار الرسول (صلعم) والصحابة ثلاث سنوات فى شعاب مكة.. حين اضطروا وقتها أن يأكلوا أوراق الشجر وقال الرئيس: “... إحنا مش كده.. إحنا أصلب من كده...” !
وكان الرجل ــ بكل النوايا الحسنة ــ يريد أن يعطى المثل والقدوة للقدرة على التحمُّل للمصاعب للوصول إلى سُدَّة النجاح المطلوب ويضع الاُطر والاُسس اللازمة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى فى محاصيلنا الزراعية ورسم الخريطة المُضيئة للمدخل الحقيقى للجمهورية الجديدة التى يَسْعَى/ ونَسْعَى بها معه لتحقيق الرفاهية لكل مواطن على أرض مصر.
لقد تعامى هؤلاء “العجّزَة” عن رؤية آلاف الأفدنة من الحقول الخضراء على امتداد البصر تلك الحقول الخضراء التى قامت السواعد المصرية بكل الجهد والعرق بتحويلها من صحراء صفراء جرداء.. لا زرع فيها ولا ماء إلى مزارع للخير والنماء والإيمان بمبدأ “إن من لا يملُك قُوته.. لا يملكً حريته”!
وتناست تلك الزُّمرة الحاقدة.. الميزانية التى تم رصدها وصرفها والتى تقدر بنحو 160 مليار جنيه.. وهى ضمن “حُزمة” مشاريع زراعية تستهدف محصول “القمح” على وجه الخصوص وتتواكب إلى جانب هذه المشروعات الزراعية العملاقة إقامة محطات معالجة المياه الجوفية إلى جانب تعميم استخدام “ الصوبات “ التى تلائم الأجواء الصحراوية والعمل بكل الجديَّة على تعديل وتجديد شبكات الطرق والبنية التحتية وقد بلغت ـ بحسب الإحصائيات ـ حوالى خمسمائة مليار جنيه وأكثر.. وبلغة الحروف: نصف تريليون جنيه!
لقد ترك “عواجيز الفرح” من عصابات المأجورين الحاقدين كل هذه التفاصيل ـ التى قام بها جمعٌ من الأساتذة كلٌ فى تخصُّصه ــ التى تشتمل على الرسوم البيانية والخرائط والإحصائيات ودراسات الجدوى الاقتصادية لكل هذه المشروعات العملاقة التى تقيمها وترعاها القيادة المصرية الوطنية لتكون حصنًا منيعًا لأجيالنا الحاضرة ولأولادنا وأحفادنا فى المستقبل القريب والبعيد وراحوا يحاولون اغتيال وإجهاض “الحُلم” بإطلاق صفحات التهكُّم على كل ما يمت بصِلة لـ”أوراق الشجر” التى ذكرها الرئيس ضمن كلماته التى قصد بها تحفيز أجيال الشباب على المضى فى تحمل المصاعب والمشكلات اقتداء بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام الأتقياء.
إننى أهيب بالسادة المسئولين فى هيئة مباحث الشبكة الخارجية للتواصل والشهيرة بمباحث “الإنترنت” بسرعة إغلاق هذه الصفحات التى تقوم بتصدير الإحباط والطاقة السلبية للشباب والقبض على محرريها وناشريها وحرمانهم من مزاولة الظهور على تلك الصفحات ليكونوا عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء بالتهكم على قيادتنا الوطنية المخلصة للوطن ومسيرته التـنـمَوية التى تهدف إلى وضع مصر المحروسة فى مكانها المرموق على خريطة العالم.
رئيس قسم الإنتاج الإبداعى الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر