الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
منصة خدمات الصحة  النفسية وعلاج الإدمان

منصة خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان

فى منتصف شهر مارس الماضى أطلقت وزارة الصحة والسكان أول منصة إلكترونية مجانية على شبكة الانترنت لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان وعنوانها http://nmhp.mohp.gov.eg/mental/web/ar.



هذه المنصة المجانية مرت مرور الكرام فلا أحد احتفى بها بالقدر الذى تستحقه ولا أعتقد أن الإعلام قد ألقى عليها الضوء الكافى أيضا، هذا بالرغم من أهمية  الموضوع و من نبل الفكرة و تميز التنفيذ.

بداية فإن للصحة النفسة تعريفات متعددة ربما أكثرها دقة هو وجود الإدراك والقدرة لدى الإنسان، الإدراك لنفسه و لمشاعره و للعالم المحيط به بصورة سليمة متوازنة وكذا القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة والمساهمة والاندماج فى المجتمع والعمل أيضا بشكل منتج ومثمر.

أحصائيات منظمة الصحة العالمية و غيرها من مراكز الأبحاث و الدراسات عن نسبة من يعانى من متاعب نفسية وعقلية لا تقل عن 11% من إجمالى عدد السكان، فى أحصائيات أخرى يصل الرقم الى 15% أو أكثر مع الإشارة فى عدد كبير من المصادر الى ارتفاع تلك النسب مع جائحة كورونا وهى نسب مرشحة للزيادة أيضا بعد الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تجتاح العالم كله و تضرب كل اقتصادياته بقسوة شديدة.

عودة إلى المنصة فإن أخذنا أقل تقدير عالمى لإعداد من يحتاج إلى علاج (11%) فإن هذه المنصة الجديدة تخدم نظريًا 11 مليون شخص بالإضافة الى أعداد أخرى من المدمنين قد تصل الى 2.5% بحسب تقرير صدر نهاية عام 2021، و بغض النظر عن دقة الأرقام و اختلافها و اختلاف التعريفات إلا أنه على أقل تقدير فإن 10% من تلك الأعداد قد تلجأ لاستخدام المنصة للحصول على استشارة أو علاج أى ما لا يقل عن 1.3 مليون مواطن.

الدعم المجانى المقدم من خلال المنصة يشمل أربعة محاور وهى الطب النفسى العام و الإدمان والطب النفسي للاطفال و المراهقين و طب نفس المسنين وذلك من خلال قسم خاص بالتوعية من خلال إتاحة المعلومات المهمة و الضرورية عن الاضطرابات المختلفة وأنواع الإدمان و كيفية اكتشافها والتعامل معها بصورة مبدئية قبل الانتقال الى القسم الثانى وهو الأهم و الخاص بتقديم خدمات الدعم والاستشارات النفسية من خلال العيادات الافتراضية حيث يتم حجز ميعاد مع الطبيب المناسب وتتم الجلسة بصورة افتراضية وبسرية تامة وهو أمر من الأمور المهمة جدا فى تلك المنصة التى تتغلب على إحدى أهم عوائق الحصول على العلاج وهى عوائق الخجل والإحراج أو الشعور بالعار.

وهذه الطريقة الافتراضية لمن يعتقد أنها لن تكون فعالة فإن عليه مراجعة بعض القياسات و الاحصائيات العالمية و التى تشير الى أن نسب نجاح تلك الطريقة تقترب كثيرًا من نسب نجاح الأساليب التقليدية إلا فى بعض الحالات الحادة.

بقى أن نشير إلى أنه خلال فترة شهرين منذ إطلاق الموقع بلغ عدد الزائرين 35 ألف زائر سجل منهم 14 ألف زائر بياناته على الموقع و تم من خلالها عمل حوالى 13 ألف استبيان حالة و كما تم أيضا عقد 1522 جلسة علاج افتراضية.

نحتاج إلى تحية تلك الجهود المخلصة وأن نلقى عليها الضوء فربما تكون هى إحدى الشموع التى نحتاج الى أن نوقدها بدلًا من أن نلعن الظلام.