الفيسبوك يعترف 1-3

الزمان: يونيو 2032 المكان: خارج و داخل الميتافيرس التوقيت: السابعة مساء

استيقظت على صوت جرس الغرفة ففى هذا العصر الحديث لا يوجد منبه يتم ضبطه كما هو الحال فى السابق و لكن الآن الغرفة بأكملها تعمل كمنبه، اتلفت يمينا ويسارا قبل أن تدرك الغرفة أننى قد استيقظت بالفعل وعليه تتوقف عن إصدار هذه التنبيهات المزعجة، فى كل يوم استيقظ فى هذا التوقيت لأبدأ العمل فى تمام التاسعة مساء، خلال هاتين الساعتين أقوم بالأعمال التى كنا نقوم بها منذ عشرات السنوات صباحا، الاستحمام وتناول وجبة الإفطار وقراءة الجرائد والاستماع إلى الأخبار، كل ذلك تغير مثلما تغيرت مواعيد النوم والاستيقاظ ما عاد يتعين على الجميع النوم ليلا والاستيقاظ صباحا، تلك كانت القواعد القديمة قبل عصر الميتافيرس، الآن تختلف تلك التوقيتات من شخص لاخر طبقا لطبيعة عمله ولتوقيت بلد المنشأ لشركته الافتراضية وكذا أيضا لأماكن تواجد اغلب العملاء، يحاول الانسان الحفاظ على ثماني ساعات يوميا للنوم بغض النظر عن النهار والليل والشمس والقمر، يحاول إنسان هذا العصر الحصول على المزيد من المكملات الغذائية لتعويض فوضى ساعات النوم.

لا حاجة للتوجه إلى دورة المياه أو إلى المطبخ، فبمجرد الاستيقاظ قام الروبوت المساعد باحضار أدوات الاغتسال قرب السرير وتمت عملية الاغتسال بسهولة ثم ما لبث أن اتى ببعض الشطائر وبمشروب القهوة الساخن، كل ما قمت به من مجهود هو أن شكرته بكلمات بسيطة قبل ان اقوم بارتداء نظارة الميتافيرس والقفاز الخاص به، لأقوم بالتجول بين مصادر الأخبار والمعلومات قبل أن ادلف إلى مصادر التسلية والاسترخاء تمهيدا لبدء العمل فى تمام التاسعة، لم تستغرق الجولة الأولى أكثر من ربع ساعة قبل أن ادلف إلى مقهى افتراضى ممتلئ تماما وشديد الزحام والصخب، تلفت يمينا ويسارا حتى وجدت منضدة كبيرة بها عدد مهول من الكراسى وبجلس إليها رجل كبير تبدو عليه أمارات الحكمة والهدوء، تقدمت منه طالبا الجلوس متعللا بازدحام المقهى، نظر إلىَّ نظرة ودودة حانيا ومديده مرحبا بجلوسى.

بعد التحية والشكر على قبول الاستضافة بادرته بالسؤال عن اسمه وكانت المفاجاة عندما صرح بان اسمه «الفيسبوك» ذلك التطبيق القديم للتواصل الاجتماعى ثنائى الابعاد والذى تم استبداله تدريجيا بالتواصل الاجتماعى ثلاثى الابعاد «الميتافيرس» الذى غير شكل وانماط الحياة على وجه الأرض بصورة كبيرة الى غير رجعة.

قبل أن ابدى أى نوع من أنواع ردود الفعل بعد ان عرفنى بنفسه فاجأنى هذا الافاتار الممثل لتطبيق الفيسبوك قائلا «لا تتعجب يا عزيزى، هذه هى التكنولوجيا ياكل بعضها بعضا ولا تستمر الغلبة لأى منها إلى الأبد». غدا نكمل