الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفيسبوك يعترف 2-3

الفيسبوك يعترف 2-3

الزمان: يونيو 2032 المكان: الميتافيرس  التوقيت: السابعة والنصف مساءً نظرت مليًا إلى الأفاتار الممثل لتطبيق الفيسبوك، لم أكن أتخيل أن يستمر موجودًا بعد انتشار الميتافيرس على الكرة الأرضية مبتلعًا كل التطبيقات السابقة ومغيرًا أنماط الحياة لكافة البشر فى مختلف المجالات مثلما هو الأمر بالفعل، سألته عن سبب تواجده داخل الميتافيرس وسبب جلوسه فى هذا المقهى وحيدًا بالرغم من وجود عشرات الكراسى الفارغة أمامه.



انتبه “الفيسبوك” إلى سؤالى ثم ابتسم وبدأ الحديث قائلًا: “ بالفعل أنا انتهيت منذ عدة سنوات، ولكن الميتافيرس مازال يحمل لى بعض الجميل، فلولا وجودى فى فترة من الفترات وسيطرتى على البشر ما استطاع الميتافيرس أن يصل إلى المكانة التى وصل إليها الآن، وهو يحتفظ بى هنا على هذا المقهى أقوم بسرد قصتى وألقى بقطع من حكمتى إلى من يرغب من المستخدمين، العجيب أنه لا أحد تقريبًا يحتاج إلى سماع أى من خبرات الماضى، فأنت أول شخص يلقى على السلام ربما منذ شهور عدة، وأعتقد أنك لم تفعل ذلك لأنك تشعر بقيمتى فربما يكون السبب الرئيسى لذلك هو امتلاء المكان وعدم وجود مقعد للجلوس”. قالها وابتسم ابتسامة باهتة شاخصًا بنظره إلى سقف المقهى الافتراضى، حاولت أن أرفع من معنوياته فعقبت قائلا :”

ربما يكون السبب بالفعل هو عدم وجود كراسى للجلوس ولكننى فى الحقيقة اعتبر نفسى محظوظًا لأن القدر قد رتب لى هذا اللقاء معك، فأنا للاأمانة لا أعرف بوجودك داخل الميتافيرس من قبل، اعذر جهلى”، نظرت إليه فوجدته منتبهًا لما أقول فوجدتها فرصة سانحة لكى يقوم بالحديث عن تجربته منذ لحظة الميلاد حتى لحظة الجلوس على هذا المقهى الافتراضى، طلبت منه الحديث عن هذا الأمر فاعتدل فى جلسته و لمعت عيناه قبل أن يبدأ الحديث قائلا: “لا أريد أن أتحدث عن الميلاد الفنى والذى بدأ فى 2004 ولا عن التطور التكنولوجى فى أساليب الاتصالات والإضافات التى حدثت على المنشورات والصور ومقاطع الفيديو ومجموعات العمل ولا عن استخدام الفيسبوك فى التسويق الإلكترونى ولا عن مليارات الدولارات التى ربحتها الشركة نتيجة وصول عدد المشتركين إلى أكثر من 3 مليارات إنسان ولا عن بداية الإعلان عن الميتافيرس فى نهاية 2021 ولا عن كيف تطور وكيف انتقل المستخدمون إليه تدريجيًا حتى توقفت تمامًا فى نهاية 2031 و أحيلت إلى التقاعد على هذا المقهى الافتراضى، أريد أن أحدثك عن الإنسان كما لم يعرفه أحد بمثل هذا العمق من قبل”. غدًا نكمل