الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيد ميلاد المرحوم

عيد ميلاد المرحوم

مع أن تطبيق الفيسبوك قد أتاح مؤخرًا إمكانية ما قد يطلق عليه “وصية رقمية” عندما ينتقل صاحب الحساب إلى الرفيق الأعلى، ومنه أن يتم إضافة عدد من الأشخاص لسؤالهم ولاعتمادهم كورثة للحساب وأيضًا إمكانية أن يتحول الحساب من حساب عادى إلى حساب للذكرى وهو ما يجعل من يطالع الصفحة أن يعرف أن صاحبها متوفى.



وللأسف وربما لإضافة المزيد من السخرية والكشف لزيف بعض العلاقات، فإن العديد من المستخدمين لا يقومون بذلك، كما أن بعضًا من الورثة يكون لديهم بالفعل إمكانية الدخول على الحساب فيقوم القليل منهم بكتابة تنويه أن صاحب الحساب قد توفى وأن العزاء سيكون بالعنوان الفلانى وأنه سيقوم بإغلاق الحساب بعد شهر مثلًا حيث يستخدمه فى تلقى واجب العزاء.

البعض الآخر يبقى الحساب دون إغلاق أو تفاعل على الإطلاق فيما يستخدم البعض الآخر الحساب فى التواصل مع أصدقاء المتوفى، وبغض النظر عن أسلوب التعامل مع حساب المتوفى حاليًا وبالرغم من العديد من الإجراءات التى تتم لكى يتم حماية تلك الحسابات وما بها من أسرار وخاصة ما تم من محادثات يفترض أنها سرية وتخضع لقوانين حماية البيانات الشخصية والتى لا يمكن اعتبار الوفاة مبررًا بأى حال من الأحوال لانتهاك تلك الخصوصيات، كل هذا يتم تدريجيًا بدرجات نضج متبانية حيث تختلف من مستخدم لآخر ومن دولة لأخرى طبقًا لمدى دقة وشمولية قوانين حماية البيانات الشخصية وكذا أيضًا قواعد منصة التواصل الاجتماعى صاحبة التطبيق فى المقام الأول.

الأمر الذى دفعنى لكتابة هذا المقال هو أن خاصية التهنئة بأعياد الميلاد التى يقدمها تطبيق الفيسبوك تتيح لى بالإضافة إلى تهنئة الأصدقاء أن أتعرف أيضًا إلى أشخاص على قائمة الأصدقاء لدى وإلى الانتباه إلى حذف آخرين ربما أكون قد قمت بإضافتهم فى غفلة من الزمان أو تحت اسم طبيعى ثم قام المستخدم بتغيير اسمه إلى اسم تجارى أو إباحى أو ما شابه.

ما أجده أكثر إيلامًا فى هذه الخاصية عندما تعرض لى بعض من الأصدقاء الذين فارقوا الحياة ويكون اليوم هو يوم مولدهم، بالطبع أتذكرهم بكل أسى وحزن ولم أفكر يومًا ما أن أقوم بحذف أى منهم على اعتبار أنه لن يأتى أى تفاعل من خلال تلك الصفحات ولكن ما أثار دهشتى هو أن أجد بعض الأصدقاء المشتركين يقومون بتهنئة المتوفى بعيد ميلاده متمنين له صحة جيدة وأن يعيش حتى يصل إلى سن المائة عام، بدون أى انتباه إلى أن هذا الحساب قد توقف منذ سنوات وبدون الانتباه أيضًا إلى الأمنيات بالرحمة ودخول الفردوس الأعلى التى يتمناها الأصدقاء الآخرون.