الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
التقليد الأعمى

التقليد الأعمى

من الظواهر السلبية فى مجتمعنا ظاهرة التقليد لأى شىء سواء أكان لائقًا بشخصية المقلد أم لا، ومما لا شك فيه أن الإنسان يتأثر بالمجتمع الذى يعيش فيه، وأنه يؤثر ويتأثر، وهذا يؤكد أن التقليد طبع جُبل عليه الإنسان، فعندما يقلد الإنسان الشخص ويتبعه فإنه يعتقد بأن مايقلده هو الأفضل ويؤكد أنه لم يخرج عن مجتمعه!. 



 التقليد يلعب دورًا مهمًا فى حياة الإنسان وشئونه الخاصة والعامة، كما أن الطفل أكثر تأثرًا وتقليدًا من الشخص الراشد لأن الطفل يفتقد الخبرة ومعلوماته محدودة وعندما يكبر الشخص يكون أقل تأثرًا.

ومع ذلك فالتقليد نوعان: الأول، التقليد الناجح الذى يتطلب من الشخص الجد والاجتهاد ويكون مطلبه الذى منه يُحقق النجاحات والطموحات.

والثانى، تقليد أعمى والمسمى بالقالب الفارغ الذى ينتج شخصية ضعيفة، لا يمكن أن تحقق ذاتها ومعدومة الثقة.

التقليد الأعمى، هو أن يتأثر الشخص تأثرًا شديدا بالآخرين بلا منهجيه واضحة، وبعقائد مزيفة وأفكار هدامة، فيتشبه بهم فى الملبس والمشرب والعادات والمفاهيم، ويعتقد أنه امتلك منزلة عالية ونجاحًا باهرًا، وهو فى الحقيقة  يحاول تعويض النقص بالتقليد ويتحقق لديه درجة من الرضا والاطمئنان النسبى. 

إن التقليد الأعمى الذى يلهث الناس وراءه من تقليد للأزياء العارية أو من المفاهيم المزيفة، أو من الصيحات العالمية الغريبة، أو الدعايات الإعلامية المغرضة ،ولذا فهو آفة تهدد المجتمعات المحافظة، وتهز  القيم الدينية والاجتماعية، وتتحول بها المجتمعات إلى مجتمعات مزيفة، ويتحول المجتمع المنتج والمتطور المبتكر إلى مجتمع لا يتقن سوى الاستهلاك.

إن بعض العادات غير اللائقة التى أَخذت من مجتمعات أخرى لقيت رواجًا إعلاميًا وظهورًا واضحًا مؤخرًا أكثر من العادات النبيلة والمتميزة الموجودة عندنا والموجودة فى القدوة الصالحة التى تمثل دورًا مهمًا فى المجتمع ونموذجًا مشرفًا. وقد أصبح البعض مهتمًا بالتقليد وما يتجدد من الأزياء والصيحات، وأهمل الجانب الدينى والفطرى دون إدراك لما ينتج عن ذلك، وكل ذلك يدل على الانهزامية والتبعية المقيتة.

علينا أن نبحث عن النماذج المضيئة فى تاريخنا ونتخذها قدوة بدلًا من اللهاث خلف العادات الغربية والغريب وأسوأها الوشوم وعقص الشعر على طريقة النساء ووضع “الحلقان” فى الآذان والأنوف.