الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وفاة متصفح الإنترنت

وفاة متصفح الإنترنت

المقصود بمتصفح الإنترنت هنا هو المتصفح الرئيسى من شركة مايكروسوفت والذى يأتى ضمن التطبيقات الأساسية فى نظام التشغيل الاشهر Microsoft Windows، ولأن هذا المتصفح  بدأ مبكرا فى 1995 فإن إيجاد اسم خاص به هو إجراء لم يتم وعليه فإن اسم التطبيق ببساطة هو “متصفح الانترنت” اوInternet Explorer، وعلى الرغم من وجود عدد قليل من برامج التصفح مثل الموزايك Mosaic والموزايك نيتسكيب Mosaic Netscape والذى بدأ قبل ذلك بعامين فقط وتحديدا فى عام 1993 وهو الذى بعد أن بدأ فى الانتشار لم يستطع أن يصمد طويلا أمام المتصفح الجديد Internet Explorer  والذى يكتب اختصارا IE ببساطة لأنه يأتى جزءا من نظام التشغيل الأشهر ويتم تحديثه أوتوماتيكيا وبسهولة.



استمر هذا الوضع تقريبا حتى بداية الألفية الثالثة حيث تفرد هذا المتصفح بكامل حجم السوق تقريبا حتى بدأت أوبرا Opera  وفايرفوكس Firefox  فى اصدار متصفحين يحملان نفس الأسماء، حيث بدأ عدد من المستخدمين فى الانتقال من المتصفح IE الى تلك المتصفحات الجديدة وخاصة أن المتصفح السابق قد أصبح أقل تحديثا وأبطأ فى الاستخدام وهو ما لم تعره الشركة اى اهتمام وصولا الى عام 2009 عندما أصدرت شركة جوجل المتصفح الخاص بها google Chrome والذى استمر فى سحب البساط من IE  وغيره من المتصفحين  وهو الأمر الذى استمر فى التصاعد بسرعة مما دفع شركة مايكروسوفت فى 2015 إلى إصدار متصفح جديد ياسم “ايدج” Edge  لمحاولة أخذ نصيب من السوق واستعادة عرش IE المفقود وهو ما لم يحدث نظرا لضراوة المنافسة وتلبية المتصفحات الأخرى لغالبية متطلبات المستخدمين بسرعة وسهولة.

إحصائيات نهاية 2021 تشير الى أن جوجل كروم يستحوذ على حوالى 67% من السوق فيما لا يزيد الـ IE  على 1% ويصل Edge الى حوالى 9% وهو ما دفع شركة مايكروسوفت إلى الإعلان عن وفاة الـ IE  رسميا بحلول منتصف يونيو2022 وتدعو مستخدميه الى تحميل برنامج Edgeوهو ما قد يرفع نسبته الى 10% وهى لا تزال نسبة ضئيلة جدا مقارنة ببدايات متصفحات شركة مايكروسوفت أو بموقفها فى بدايات الالفية الثالثة.

والحقيقة أن قصص الصعود والاستقرار ثم الهبوط للتطبيقات والبرامج كثيرة ومتعددة، وإن كانت تستغرق تلك الدورة ربع قرن فى بعض الحالات فإن التسارع الكبير فى توطين التقنيات والتطوير المستمر فيها قد يرشح تلك المدة الزمنية الى التناقص لتصل إلى أقل من 5 سنوات أحيانا.

ومع ذلك وعلى الرغم من قسوة الموقف بالنسبة للتطبيقات  وخاصة ارتباطها بنوع من أنواع النوستالجيا والحنين من قبل المستخدمين إلا أن تلك المشاعر لا يمكن أن تصمد طويلا أمام تحقيق الغاية الأساسية من تلك التطبيقات، فلا يمكن أن يستمر المستخدمون فى العمل بتطبيق قدم به العديد من أوجه القصور كالسرعة البطيئة وعدم القدرة على تصفح كل الصفحات الموجودة على شبكة الإنترنت فقط لأن بدايات هذا التطبيق كانت رائعة وهذا ببساطة ما يميز عصر المعلومات فالبقاء للأميز وليس للأقدم.