الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هرية بايتة

هرية بايتة

على الرغم من أن احصائيات استخدام تطبيق الفيسبوك فى الربع الأول من هذا العام تشير إلى أن حوالى ثلثى المستخدمين يقومون بالدخول على التطبيق يوميا، أما الثلث الأخير فإن معدلات الدخول تتراوح بين مرة كل يومين وصولا إلى مرة كل عدة أسابيع، الا أن التسارع الشديد فى كم وتدفق المعلومات والأخبار والنقاشات تجعل هذا الثلث بعيدا عما يدور بصورة كبيرة.



لا أريد أن أقول إنه حتى بالنسبة لمن يدخل على التطبيق بصورة يومية يتعرض أحيانا إلى عدم المعرفة بما يدور نظرا إلى أنه ربما ينفجر خبر عاجل فى أحد أنحاء الأرض فتنتقل كل الأنظار إليه ومن ثم تتحول كل النقاشات إلى هذا الاتجاه، أى أنك نظريا إن تركت هذا التطبيق لأمر آخر أكثر أهمية كأن تشرع فى الصلاة أو حضور اجتماع مهم أو حتى الاستحمام، فإنك معرض عند عودتك للتصفح ان تجد نفسك غير مدرك لما يدور حولك أى أن تتحول حرفيا إلى ما يطلق عليه “الأطرش فى الزفة”وذلك ريثما تستطيع استجماع جوانب الموضوع سواء بالبحث أو الاستنتاج أو سؤال الأصدقاء وفى العادة ستجد ان الموضوع لا يحتاج تلك الضجة وتقرر ان تقلل من اهتمامك وتواجدك وتفاعلك مع ما هو آت، وهو قرار ستتراجع عنه فى الغالب عندما تصطدم بخبر عاجل آخر.

أما وصف هذا الأمر الذى تجد الجميع يهتم به بأنه “خبر عاجل” فإننى لا أعتقد أنه هو التوصيف السليم، ففى الغالب فإن الأمر أكثر تفاهة من أن يكون خبرا أو أن يحتاج إلى العجلة، ولذلك فإن الوصف الأدق هو “هرية”، وهو مصطلح يستخدمه شباب الفيسبوك للتعبير عن موضوع يتم إدارة النقاش حوله بين كل الأطراف بلا ضابط ولا رابط وفى الكثير من الأحوال بلا هدف أو نتيجة نهائية، فالهرية احيانا كثيرة تكون حول إحدى البديهيات أو المسلمات المعروفة التى يحاول البعض التشكيك فيها بغرض الشهرة أو إضاعة الوقت وإبعاد الانتباه الجمعى عن الأمور المهمة، وهى نقاشات كثيرة لا اشعر أن أى منها قد وصل إلى نهاية مرضية أو سعيدة.

الأمر الآخر الذى يميز “الهرية” هو أنها لا بد من أن تكون “طازة” فالمستخدم الذى يترك الفيسبوك ليوم أو يومين ثم يعود إليه ويحاول الحديث فى هرية سابقة لم تتح له فرصة المشاركة فيها فى حينه، فإنه سيصطدم بصمت المستخدمين وعدم اكتراثهم، فالهرية تؤكل طازجة ولا يمكن معاملتها 

وهنا اترك لك عزيزى القارئ فرصة تذكر الهريات السابقة التى قضيت ساعات من عمرك فى مناقشتها، أين ذهبت الآن وأين ذهب مجهود كل هذا الهرى، للأسف ذهب مجهودك مأسوف عليه وعليك.