الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء عن استضافة مصر لمؤتمر المناخ: 27 COP يؤكد ريادة مصر ودورها العالمى

تستضيف مصر الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022 والذى يقام فى مدينة  شرم الشيخ، تم إعلان اختيار مصر لاستضافة الدورة القادمة من المؤتمر خلال مؤتمر جلاسكو الذى عقد فى نوفمبر 2021، وفى السطور التالية «روزاليوسف» تقدم تعريفًا بالمؤتمر وأهمية تنظيمه فى مصر وأبرز الاستعدادات.



 

مؤتمر تغير المناخ؟ 

 

مؤتمر الأطراف (COP) هو هيئة اتخاذ القرارات، وهو مسئول عن مراقبة واستعراض تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC). ويشارك فى هذا المؤتمر الدول والأقاليم التى وقعت الاتفاقية الإطارية، والتى تسمى الأطراف، ويبلغ عددها 197 دولة، وعقد لأول مرة عام 1995 فى العاصمة الألمانية برلين. 

وعلى الرغم من أن الانبعاثات التى تصدر عن مصر لا تتجاوز 0.6%  من إجمالى انبعاثات العالم  تعد مصر واحدة من أكثر الدول عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ على العديد من القطاعات مثل السواحل والزراعة والموارد المائية والصحة والسكان والبنية الأساسية.

مؤخرًا أطلقت وزارة البيئة الموقع الإلكترونى لمؤتمر المناخ تم إنشاؤه بالتعاون مع وزارة الاتصالات المصرية والأمم المتحدة، وسوف يتضمن الموقع جميع التفاصيل المرتبطة بمؤتمر شرم الشيخ وخصائص المنطقة الزرقاء والمنطقة الخضراء والفاعليات التى ستعقد بكليهما، كما سيحتوى على تفاصيل التسجيل وحضور كل المشاركين من القطاع الخاص والأهلى والمراكز البحثية، ضمن منطقة الفاعليات التى تعقد على هامش القمة، حيث إن حضور المؤتمر بالتسجيل وليس بالدعوات.

 

الحدث.. بحضور 197 دولة

 

إقامة مؤتمر بيئى عالمى يضم وفودًا من 197 دولة يعتبر حدثًا شديد الأهمية له انعكاسه على المستوى السياحى، وهو ما أكده عمرو صدقى، رئيس لجنة السياحة والطيران فى مجلس النواب قائلًا إن استضافة مصر لمؤتمر بهذا الحجم أمر فى منتهى الأهمية ودلالة على مكانة مصر، وهو مؤتمر يناقش موضوعا فى غاية الخطورة فى ظل الظروف التى نعيشها من تزايد حدة الانبعاثات الخطيرة والضارة والتى تزيد من حرارة كوكب الأرض، مضيفًا أن مناقشة القيود التى يتم وضعها للحد من هذه الانبعاثات الضارة يعتبر أمرًا بالغ الأهمية، وما يترتب عليه أثر يتشاركه كل سكان كوكب الأرض. وأضاف صدقى قائلًا إن مصر كدولة بالنسبة للعالم تعتبر دولة ناشئة، وهى محط أنظار العالم كله ليس فقط من ناحية إقامة المؤتمر فى مدينة شرم الشيخ، لكن أيضًا من ناحية الأفكار التى ستطرح، من حيث البحث عن بؤر أو أماكن حول العالم تقلل من الانبعاثات الكربونية فى العالم، وأضاف رئيس لجنة السياحة فى البرلمان أن الاستعدادات للمؤتمر لا سيما تحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء يعتبر فى حد ذاته دعاية إيجابية جدًا. كما أكد عمرو صدقى فى تصريحاته لـ«روزاليوسف» أن فرصة مصر كبيرة وأى نجاحات على أى مستوى لها انعاكاسات إيجابية على السياحة، مضيفًا أن الدولة إذا تحسنت فيها أوضاع النقل الداخلى سوف ينعكس ذلك بشكل إيجابى على السياحة، وقال صدقى: نتمنى النجاح للمؤتمر، وما أراه الآن من الحكومة من متابعة مستديمة تصل إلى متابعة أسبوعية وهو ما يعنى أن الدولة المصرية مهتمة بظهور المؤتمر بشكل حضارى يليق بها، وأن يكون علامة مميزة فى تاريخ السياحة المصرية.

 

هل تفى الدول بالتزاماتها؟

 

الدول المتقدمة لم تف حتى الآن بالتزامها توفير 100 مليار دولار سنويًا لتمويل جهود الحد من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها فى الدول النامية علمًا بأن هذا الرقم يقل كثيرًا عن الوفاء بالاحتياجات الفعلية للدول النامية لتنفيذ إسهاماتها فى جهود التعامل مع تغير المناخ، كما أن قضية التكيف مع الآثار السلبية تحتاج لإجراءات وخطوات عملية ملموسة لدعم الدول النامية فى تعاملها مع تلك الآثار.

 

أهمية اختيار مصر لتنظيمه

 

قال دكتور مجدى علام، الخبير البيئى ومستشار وزير البيئة السابق إن تنظيم مؤتمر المناخ فى مصر يعتبر حدثًا مهمًا جدًا، لا سيما وأن تغير المناخ قضية عالمية لا تخص مصر وحدها، وهى من الدول النامية التى تتحمل نتيجة تغير المناخ الذى تسببت فيه الدول الصناعية الكبرى، لأن إجمالى الانبعاثات الضارة الناتجة عن مصر وإفريقيا لا تزيد على 4%؛ وهى نسبة لا تقارن بما يصدر عن دول الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبى.

 أضاف علام أن الدول النامية تضررت بسبب الثورة الصناعية، والتى بدأت منذ اكتشاف الإنسان الفحم واستخدامه فى تسيير القطارات وتشغيل المصانع؛ ما أدى إلى تلويث الغلاف الجوى، وقبل ذلك كانت الملوثات طبيعية؛ عبر غاز الميثان الذى يصدر بصورة طبيعية وعادة ما يتسبب فى حرائق الغابات وغيرها من الظواهر الطبيعية بدون تدخل بشرى.

يكمل مستشار وزير البيئة السابق أن التلوث الذى أثر على طبقات الجو العليا بدأ باكتشاف الفحم والتوسع فى استخدامه، وقال إنه من المتوقع كل 100 سنة زيادة درجة حرارة سطح الأرض درجة مئوية واحدة، وفى القرن الماضى زادت بنسبة .99 درجة مئوية، والعام الحالى احتمال كبير المؤشرات توضح أن الزيادة يمكن أن تصل إلى 2.5 درجة مئوية، وزيادة فى حرارة سطح الكرة الأرضية بحلول عام 2050 هى مشكلة خطيرة سوف ينتج عنها الكثير من الظواهر الجوية الحادة منها الأعاصير والزلازل وتسونامى.

أضاف علام أن عقد مؤتمر المناخ يبدو أنه الفرصة الأخيرة للبشرية لإنقاذ كوكب الأرض، وقال: نتمنى أن الدول الصناعية الكبرى -الدول العشرين- تعود إلى رشدها وتتحول إلى الطاقة النظيفة، وتتوقف عن استخدام الوقود الإحفورى من فحم ومازوت وبنزين، وتلجأ إلى الطاقة النظيفة ومنها الطاقة الشمسية وطاقة السدود المائية وطاقة الرياح وطاقة البيوجاز، علاوة على استخدام المخلفات البلدية وإعادة تدويرها واستخدام السيارات الكهربائية والسيارات التى تعمل بالغاز الطبيعى.

ونوه دكتور مجدى علام إلى أن  كل ما سبق ذكره من إجراءات قد يفلح فى اللحاق بالنظم البيئية الثلاثة وهى: الأرض والغطاء النباتى والماء، لكى ترجع مرة أخرى لوضعها الأول أو على الأقل تتوقف عن التلوث، مضيفًا أننا لو قبلنا الوضع  المناخى الحالى يجب أن نسعى لعدم الوصول للوضع الأسوأ”.

اختتم الخبير البيئى حديثه قائلًا إن ما يحدث فى شرم الشيخ من تجهيزات يعتبر لأمرا مهما جدًا؛ لأنها سوف تكون مدينة خضراء نموذجية تحتضن العالم، وهى تضم أكبر وأجمل محمية طبيعية فى العالم “رأس محمد” والتى تضم كائنات غير موجودة فى العالم كله، ويحضر السائحون خصيصًا لمشاهدتها، وسياحة الغطس والشعاب المرجانية تعتبر من المواقع النادرة التى تضم تنوعًا بيولوجيًا وهو العنصر الرئيس الجاذب للسياحة الأجنبية، وهى بمثابة كنز أهداه الله للدولة المصرية، مضيفًا أن مصر بها 26 محمية طبيعية تشكل تاريخ العالم الطبيعى والجيولوجى والنباتى والحيوانى على مدار البشرية، وأن مصر ليست بلد الأهرامات فقط بل تضم مواقع طبيعية شديدة الأهمية منها «الجلف الكبير» على الحدود مع ليبيا، ومواقع فى الوادى الجديد بها مغارات تضم آثارًا للإنسان البدائى، لا يوجد فى أى مكان فى العالم بخلاف واحة سيوة وبيوتها القديمة علاوة على لغتهم المتميزة؛ ما تعتبر أشياء نادرة لا يوجد لها مثيل فى العالم كله، وcop27 الزائر له لن يجد فقط المجال لمناقشة موضوعات بيئية مهمة أبرزها الحد من الانبعاثات الضاره والمؤدية إلى الاحتباس الحراري، لكن سوف يجد تنوعًا بيولوجيًا نادرًا حافظت عليه مصر. 

 

كيف أصبحت شرم الشيخ مدينة خضراء؟

 

مدينة شرم الشيخ هى المستضيفة لفعاليات المؤتمر، وبناء على تكليفات من الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن دكتور مصطفى مدبولى مدينة شرم الشيخ مدينة خضراء، تعتمد فكرة المدن الخضراء على تبنى مجموعة من المواصفات القياسية للاستفادة من الطاقة البديلة وخفض انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون فى الجو، وذلك فى مواد البناء مثل الأسطح العازلة لحرارة الشمس أو برودة الجو.