الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
التفسير والتأويل والنية

التفسير والتأويل والنية

«دا راجل على باب الله» أتت تلك العبارة ضمن حديث متبادل مع عدد من الأصدقاء حول شخص يبحث عن عمل بعد أن فقد عمله السابق ويحتاج إلى العمل سريعا نظرا لما يتوجب عليه القيام به من مسئوليات، وفى الحقيقة أن هذا التعبير «على باب الله» وغيره من التعبيرات مثل «يدى الحلق للى بلا ودان» أو «أنا عبد المأمور» تمر علينا ونمر عليها مرور الكرام ونكررها ثم نصطدم من وقت لآخر بأحد الأصوات-غالبا من المشايخ - التى تنتقد هذا التعبير أو ذاك واصفًا التعبير باحتوائه على إساءة إلى الله أو شرك بك أو إنه يدل على فساد العقيدة أو عدم اليقين.. إلخ.



والحقيقة أن هذه الأصوات تكون على صواب فى أحيان كثيرة فتعبير «يدى الحلق للى بلا ودان» من أشهر الأمثلة على ذلك ولكن قبل أن نستعرض تلك الأقوال وخاصة المقولة التى استمعت إليها فى تلك المناقشة دعونا أولا نفرق بين ثلاثة مفاهيم أساسية، المفهوم الأول هو مفهوم التفسير وهو باختصار وببساطة أن تقوم بشرح المعانى المباشرة للكلمات وصولا إلى بناء مشهد متكامل، أما التأويل فإنه يشمل ما وراء التفسير وما وراء الكلمات المباشرة من معان مجازية أو خفية ثم نأتى إلى ثالث مفهوم وهو نية القائل وهى أمر لا يمكن الاطلاع عليه أو إثباته.

فتعبير «يدى الحلق للى بلا ودان» واضح فى تفسيره المباشر الذى ينطوى على سوء أدب مع الله، أما التأويل فيحتوى على عدم احترام لمقاديره أما النية فهى شىء آخر قد تشمل النية استخدام هذه المقولة للاستدلال على ما يحدث حولنا ولا نستطيع بعقولنا المحدودة أن ندرك الحكمة أو الهدف.

أما تعبير «على باب الله» فعندما حاولت تمريره على التفسير والتأويل والنية وجدت اننى لا استريح له فى كل الأحوال، فالحقيقة أننا جميعا على باب الله وهذا أمر محبب ولا يدعو إلى الانزعاج بل بالعكس فمن هو بعيد عن باب الله عليه أن يقلق ويشعر بالخطر، ثم نصل إلى المرحلة التالية من التفسير والتأويل فنتساءل هل باب الله الذى وقفنا عنده مفتوح أم مغلق ومتى يسمح لنا بالدخول. أدرت محرك البحث عن هذا التعبير متوقعا أن أجد بعض الآراء التى ترى أن هذا التعبير لا يصح استخدامه هكذا إلا إننى وللدهشة لم أجد ذلك بل وجدت استحسانا لاستخدامه ببساطة لأننا جميعا «على باب الله».