حقوق الطفل فى عصر المعلومات
أثارت الضجة الأخيرة الخاصة بإحدى شركات إنتاج أفلام الأطفال العالمية الكثير من الجدل واللغط وصولا إلى إلقاء الاتهامات وتبادلها حول الطفل المصرى وسبل حمايته ومراقبته والحقيقة أن الفيلم الأخير لهذه الشركة وبالرغم من أنه فيلم كرتونى إلا أن مشهد قبلة بين فتاتين غير مقبول على الإطلاق وهو أمر مستهجن ليس فقط فى مصر أو المنطقة العربية بل تعالت تلك الصيحات حول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها إلا أن الأمر يختلف بالطبع من دولة إلى دولة ومن منطقة لأخرى طبقا لعوامل متعددة منها درجة التمسك بالتعاليم الدينية ومدى تقبل التغيرات فى العادات والتقاليد والنظر إلى الأمور الحرجة مثل العلاقات الجنسية خاصة الشاذ منها.
والحقيقة فإن الأمر لا بد من أن يؤخذ فى سياق أكبر ولا يقتصر على هذا الفيلم أو ذاك أو التطرق إلى منطقة الألعاب الإلكترونية التى يستخدمها الأطفال بكثافة والساعات كثيرة يوميا حيث ظهر أن هذا المجال أيضا يحتوى على رسائل سلبية فيما يخص الجنس والعنف وغيرهما من القضايا الخطيرة والتى يجب أن تتم معالجتها معالجة صحيحة خاصة عند تقديمها لأطفال صغار فى مرحلة النمو والاكتمال.
استخدام الأطفال لشبكة الإنترنت هو موضوع غاية فى الأهمية نظرا لأن الحديث عن هذا الأمر يشمل محورين رئيسيين أولهما محور حق الطفل فى الاستخدام الآمن للحصول على كل مميزات تلك الشبكة من مساعدة فى التعليم والمعرفة واكتساب الخبرات والتسلية والقدرة على التعبير عن الذات لأسلوب منضبط ويشمل الأمر أيضا المحور الثانى الخاص بالحماية حتى تتم حماية الطفل من التعرض للمواد العنيفة أو الجنسية أو التعرض للتنمر والابتزاز والاستغلال الجنسى والتصريح بيانات شخصية تخص الطفل أو أسرته وما قد ينجم عن هذا من مخاطر محتملة.
أتمنى أن تكون الضجة الحادثة اليوم هى ناقوس خطر لإعادة إحياء وتفعيل الجهود على المستوى المحلى والإقليمى والدولى لوضع إطار عام للاستخدام الآمن للأطفال على شبكة الإنترنت ثم تقوم كل دولة بوضع الإطار العام الخاص بها بناء على خصوصياتها واختلافها عن الإطار العام والذى أتصور أن يشمل جميع الأطراف ويأتى على رأسها توعية الأب والأم