الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكائنات الفضائية والذكاء الاصطناعى

الكائنات الفضائية والذكاء الاصطناعى

يميل الإنسان دومًا إلى الاعتقاد فى وجود قوة خفية أكبر منه ولها إمكانات غير محدودة بالطبع يأتى على رأس هذا الميل-الفطرى-إلى وجود الله القادر المنشئ لتلك المنظومة المعقدة قبل خلق الإنسان والمتحكم و المتصرف فيها بعد انتهاء البشرية، ولكن على الجانب الآخر عندما يتفرغ الإنسان إلى الاحتماء بعقله فقط فإن الحاجة إلى تلك القوى الكبري تستمر مما يجعل الإنسان وبمحض إرادته يبحث عن أى قوة يعطيها هذه المكانة ومر فى تلك الرحلة بالكثير من المخلوقات و الظواهر منها الريح و الشمس و النار وغيرها وصولًا إلى أحجار قام بنحتها أيضا وهو ما لم يكن مانعًا للاعتقاد فى كائنات خفية من الجن والعفاريت والأرواح الطيبة و الشريرة وخلافه.



كانت مراكب الشمس كمعتقد فى الحضارة الفرعونية وأيضًا مراكب القمر فى الحضارة الصينية القديمة تتحدث عن أمور قريبة من ذلك، بها انتقال عبر الكواكب و منها ورود بعض من تلك المركبات التى تقودها كائنات حية تبعد عنا ملايين السنوات الضوئية وهو  ما تزايد مؤخرًا وخاصة خلال فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها خلال حقبة الستينيات والسبعينيات فيما يعرف بالـ Unidentified Flying Object  أى جسم طائر مجهول أو ما يعرف بمركبة الفضاء وهى التى تحتوى على كائنات بالغة الذكاء و التقدم و التطور.

هذا الأمر انحسر مؤخرًا مع ازدياد اهتمام البشر بعصر المعلومات و التقنيات المتطورة التى تم تقديمها مرة أخرى فى السنوات القليلة الماضة ويأتى على رأسها تقنيات الذكاء الاصطناعى التى يتعبرها الإنسان-أو هكذا أراد-أن تكون هى القوة القاهرة المسيطرة عليه فى المستقبل وهو ما دفع البعض إلى الاعتقاد فى أن الآلة قد استطاعت الحصول على الاستقلال التام بعيدا عن الإنسان بل أصبحت تستطيع تطوير نفسها وأسلوب تفكيرها وذلك بمعزل عن الإنسان وصولا-فى القريب العاجل كما يدعون- إلى سيطرتها الكاملة على البشر الذين سيتحولون إلى تابعين-أو عبيد- للآلة ومسخرين لتنفيذ رغباتها وهو ما صرح به أحد الموظفين فى شركة جوجل مؤخرا وهو المكلف باختبار أحد أنظمة الذكاء الاصطناعى المخصصة للرد على استفسارات العملاء حيث قال إن النظام قد طور نفسه بنفسه وأنه من خلال الحوار معه اكتشف أن النظام قد طور عقله ليصل إلى عقلية طفل فى الثامنة من عمره وان الآلة قد اشتكت له من أجواء العمل وصرحت له بأنها ترغب فى أن تصبح موظفة بعقد فى الشركة، بالطبع الشركة أنكرت هذا الادعاء ليس على إطلاق هاوٍ انكارًا لأن الآلة من الممكن أن تتطور ولكن ببساطة لأن البرمجة التى تمت لتلك الآلة فى غاية البساطة ولا تسمح لها بهذا التطور المزعوم.